انتهى الموسم الأول من برنامج (ذا_فويس سينيور) المخصّص لأصحاب المواهب الذين يتجاوزون عمر الستين.
أُسدل الستار على البرنامج الذي حظي بضجة إعلاميّة واسعة قبيل عرضِه، لكنه لم يتمكّن من نيل نسبة مشاهدة توقعتها محطة البثّ (أم بي سي).
عوائق عديدة قطعت الطريق أمام الإحصائيات المرتفعة التي اعتادت الشاشةُ السعودية الشهيرة حصدَها، أبرزها:
- الظروف الأمنية والاقتصادية والصحيّة المضطربة في لبنان، بسبب تفجير ٤ آب وانتشار فيروس_كورونا.
- عرضه بوقتٍ فقد به المشاهد اللبناني تحديدًا مزاجًا يسمح له بمتابعة البرامج الترفيهية، لشدّة وحسرة ما يعانيه بحياته اليومية.
لكن البرنامج لم يخفقْ حسب معايير التفاعل الإلكتروني الحقيقي لا المُشترى، فظلّ أسبوعيًا يدخل لوائح الترند عبر (السوشيال ميديا)، ما يعني أنه نالَ نجاحًا عربيًا خارج الحدود اللبنانيّة، نجاح لا يمكن مقارنته بتاتًا بتفوق نسختيْ الطفولة والشباب تحت عنوانيْ (ذا فويس)، و(ذا_فويس_كيدز).
الفنان اللبناني الكبير عبدو ياغي حققَ اللقب كما كان متوقعًا منذ البداية، لذا لم تحدثْ النتيجةُ أي إبهار أو صدمة، الاحتفالات غابت، ولم نسمع صوت التصفيق المُعتاد عند إعلان النتائج السابقة ببرامج الهواة.
ملحم_زين أهم أعضاء البرنامج وأكثر عوامل إنجاحه، لما امتاز به من حضورٍ آسر وخفة ظلّ خلقت اندماجًا واضحًا عند المشاهدين.
إقرأ: ملحم زين هزمَ رفاقَه وفاجأهم ولم يفاجئني! – صورة
ظهور مشرق لملحم الأصغر سنًا بين رفاقه، الأكثر تألقًا.
بقيّة أعضاء اللجنة كلّهم دون استثناء، توقّع المشاهد منهم أداءً أفضل وتفاعلًا يشعل حماسه أكثر ويبعد عنه جهاز التحكم.
إقرأ: هاني شاكر يهزم نجوى كرم وسميرة سعيد وملحم زين ينافس – وثيقة
هاني_شاكر أطلّ راقيًا كعادتِه، سميرة_سعيد سحرت عيوننا بأناقتها، أما نجوى_كرم فغابت تمامًا عن المشهد، وكأنّها غير موجودة، وكأنّ كرسيها فارغ.
فشلٌ لم نتوقعه لنجوى التي حلّقت عاليًا عندما توسّطت لجنة تحكيم برنامج (آراب قوت تالنت) بمواسمه العديدة.
غابتْ النجمة اللبنانية عن (السوشيال ميديا) ولوائح الترند، أما المبررون أصحاب الأحاديث المُجلّلة بأناقتها فلا يقنعون طفلًا، لأنّها عضو لجنة، وبناءً على وظيفتها، لم تحصد تعليقاتها أي تفاعل يُذكر.
إخفاقٌ كبير لها أمام تفوقٍ هيمنَ لملحم، ونجاحٍ متوسط الحدّة لسميرة وهاني.
ما يمكن قوله عن التقييم النهائي للبرنامج يمكن اختصاره بعدّة نقاط سريعة:
- ملحم زين ورقة البرنامج الرابحة، أكثر من شعرنا بوقارِه وقيمة النصائح التي أعطاها للمشتركين، وكأنه من المخضرمين الستينيين، لا نجم عمره ٣٩ عامًا، وعمر مسيرته 17 عامًا!
- سميرة ونجوى لفتتا الأنظار نحو جمالهِما وأناقتهما، لكنهما أخفقتا بإعطاء التوجيهات والنصائح للهواة تحديدًا نجوى التي لم نسمعها تعلّق بإجادةِ خبيرة بدأت مسيرتَها منذ عقود، لنقلْ أمام تقييمات ملحم الأكثر مهنيةً واحترافًا.
- هاني شاكر أشعرنا بوهرةٍ كونه من عمالقةِ الفن العربي، وحضوره لطيف وأحببناه.
- كالعادة أبهرتْ الـ(أم بي سي) المشاهدين بتقنياتها التصويريّة والإخراجيّة العالية، وغالبًا ما تسخّر لكل برنامج ما يستحقه من ميزانيةٍ واهتمام وترويج إعلامي.
- أنابيلا_هلال أجمل مذيعات العرب وأكثرهنّ تمكّنًا من تقديم الحلقات المباشرة، ونجاحها هنا ليس جديدًا عليها.
- بعض اللقطات الطريفة جمعت نجوى بملحم، أعجبتنا، لم تكن لتحقق نجاحًا لولا عفوية ريّس الغناء اللبناني، الذي لا يتزلّف ولا يضع أكثر من قناع ويتقبّل النقد، ولا يهاجم الناقد ولا يعتدي على شرفِه وعرضه وسمعته، ولا يستخدم مكتبه لإهانة الصحافيين، أقول هذا عن تجربةٍ، لذا أحترم هذا الفنان الكبير وأجلّل بأخلاقِه دائمًا!
عبدالله بعلبكي – بيروت