عبلة كامل لم تُصب بالسرطان وليست على فراش الموت، حقيقة لا تحتمل الجدال، لم يسعَ أحد أمس من الوصول إليها رغم سهولة الوصول لمصدرٍ مقرّب من عبلة كامل القديرة أو أحد أفراد أسرتها.
عمّا نتحدث؟
نتحدّث عن الشائعة البغيضة التي أطلقها مجهولو الهوية والضمير والأخلاق، زعموا عبرها أنّ النجمة المصرية الكبيرة عبلة كامل مُصابة بالسرطان بمراحله الأخيرة وأنها على فراش المستشفى، تقاومه وتطلب الصلوات لها لكي تنجو من الموت.
إقرأ: عبلة كامل مريضة بالسرطان وفي مراحلها الأخيرة؟
شائعة سرعان ما أصبحت عناوين أكبر المواقع الإلكترونية وصفحات (السوشيال ميديا)، وسرعان ما رددها صحافيون دون أن يعودوا إلى مصدرٍ موثوق به، يعرفون عبره الحقائق كاملةً.
ساعةٌ كاملة أمس عبر مواقع التواصل، والآلاف يكتبون بحزنٍ على عبلة، يذكرون أعمالها الرائعة وأداءها الساحر وعفويتها الاستثنائيّة.
تحوّلت تلك المواقع للحظات إلى صفحات سوداء كئيبة، ما يشي بمدى الجماهيرية التي تتمتع بها عبلة وتتجاوز حدود بلدها مصر.
القديرة غائبة عن (السوشيال ميديا)، لكنها لم تسلم من مجانينها الذين لم يجدوا مصحًا أفضل يبثون به سمومه وعقدهم النفسية، أكثر من تلك المواقع المزيّفة الكاذبة المنافقة، لكن الضرورية وتجنّبها الآن يجعلك تبدو متخلفًا بالنسبة لمستخدميها العقلاء!
مريضون أثاروا مخاوفنا على عبلة، لا ضمائر لديهم لا مستترة ولا متصلة ولا منفصلة، بضعة أجساد تكتظ بها الأمراض النفسية المستعصية، يغذيها أصحابها بأحقادهم وشرورهم عوضًا عن السعي لعلاجها.
ما يستفيدون هؤلاء؟ الكثير طبعًا:
- تفاعلات وإعجابات وتعليقات.
- تداول شائعاتهم تجعلهم يظنّون أنهم أكثر أهميّة، وقادرون على التأثير، بما أنهم فاشلون غير مؤثرين بتاتًا بحياتهم الشخصية.
- أحزان الناس تسعدهم وتجعلهم يشعرون أنهم ليسوا الوحيديْن الذين يعانون من الآلام في هذا الكون.
أن نحتقرهم ونلعن بهم، هذا لا يهمهم، هؤلاء يعتاشون على الكراهية، ولن يغيّروا سلوكياتهم مهما كتبنا ومهما طالت عدد سطور هذا المقال.
ليست عبلة أول المستهدفات ولن تكون آخرهن.
فلندعُ بالشفاء العاجل لهم!
عتبنا على صحافةٍ أصبحت مصادرها تلك المواقع، وكأنّنا خسرنا المصادر وبتنا نحتاج بديلًا.. وأي بديل!
لذا لجأ طليقها أحمد كمال لنفي الشائعة عبر صفحته، فقدّم المعلومة على طبق من (مصداقيّة) للصحافيين ولأشباههم..
لا شك أنهم يحتاجون لتناول الكثير منه!
عبدالله بعلبكي – بيروت