برقي أطلت البارحة النجمة السورية سلاف_فواخرجي عبر صفحتها على الفايسبوك وكتبت تغمز معاتبة الزميلة نضال_الأحمدية وتدافع عنها ضد الهجمة القذرة وغير التي نظمها فيصل القاسم وأعوانه، عقب اطلالة الأحمدية على برنامج (بدنا الحقيقة) وطالبت بعودة اللاجئين الى بلادهم وتحدثت عن عقلية بعضهم الذي يؤمنون بأن لبنان محافظة من سوريا.
اقرأ: الشوكالامو وفيصل القاسم وجنبلاط سبب الحرب على نضال الاحمدية بسبب بشار الاسد
وكتبت المثقفة سلاف التالي:
السيدة الإعلامية والتي لها تاريخ عريق في الصحافة والإعلام ولا يستطيع أحد إنكار ذلك أو نسفه
السيدة نضال الأحمدية والتي تحولت قضيتها في ليلة وضحاها إلى قضية رأي عام ! ربما لم يحالفها الحظ وخانها التعبير في حوارهاالأخير ، وربما عاطفتها اتجاه بلدها ووجعها لأجله أخذها إلى منحى جارح للأسف من ناحية، وأيضاً هو لم يُفهم بالشكل الصحيح للأسفمن ناحية أخرى .
كما جرت وتجري العادة في بلداننا والتي يطالب بعض من أهلها بالديمقراطية واحترام الرأي الآخر لكنهم لايقبلون أي رأي لا يماثل رأيهم .
(وليس من عادتي) فليكن بالإبتعاد عن الأمر والنأي بالنفس (ولا أمقت شيئا في حياتي كالنأي بالنفس)
على مبدأ ” من لايشبهنا ليس منا ،ومن حقنا أن نقيم عليه الحد وبالشكل الذي نريد ونرغب ”
اقرأ: محامي نضال الأحمدية في تركيا بدأ بملاحقة مجرمين
وتابعت: (وتناول الشرف هو أسهل خطوط الحرب وأولها والذبح هو النهاية المحتومة في معادلتهم وعدلهم!
بلدي خط أحمر، بل وأكثر بكثير.. وهذا بديهي، وليس شعاراً بل هو أسلوب حياة وملامحي كانسان هو فعل يومي كشرب الماء، وتنفس الهواء، هو من المهد إلى اللحد، هو قدري واختياري. وعند الحرب بالضرورة ان ارتفع ذلك الخط وفاض عندي وعند عائلتي وفي عملي وفي كل تفاصيل حياتي حالي كحال اغلبية السوريين
فأنا لست في برج عاجي كما يعتقد البعض كوني أعمل ممثلة ولست من نجوم الحرب (وما أكثرهم) ولا من أثرياء الحرب (وما أقذرهم) ولا أعيش في استثناء والحمدلله ولا أحب، ولست من المستفيدين قبل وأثناء ، وحتماً بعد ولهذا أنا قوية بنفسي وبرأيي بقيت في بلدي ولي موقف واضح وضوح الشمس سراً قبل العلانية منذ البداية وحتى البداية القادمة بإذن الله وأنا واحدة من كلٍ ليس بقليل وأنا لست ابنة سلطة بل أنا ابنة سوريا
وسأبقى وعشت وسأعيش فيها بما لها وماعليها
لأنها ببساطة بلدي. فقط بلدي ويكفيني وبعد كل ما سبق من البديهي ألا أقبل أن يتجرأ أي مخلوق على بلدي ، فهذا حقي كما هو حقه اتجاه بلده. والسيدة نضال، انزعج الكثيرون منها لتصريحاتها عن بعض الأفراد السوريين واتخذوا الأمر كأهانة لبلد ولشعب، ولكنها ومن وجهة نظري أنها لم تفعل، هي أخطأت عندما لم تعي أنها وقعت في فخ التعميم لكنها كانت تتكلم عن أشخاص بعينهم ومواقف بعينها، هي تحب بلدها وتخاف عليها ويكفيها ماتعانيه بلدها من ومن ومن ولا شك أنها كانت تستطيع أن تحدد وتوضح أكثر كي لايحتمل كلامها التأويل والتفسير وخصوصا في حساسية الأمر الكائنة والحالية، ولا شك أنها كانت تستطيع أن تجمّل كلامها وهي صحفية واعلامية وتمتلك اللغة والتعبير. ولكن وجعها، أنساها. ولكن وإذا افترضنا (وهذا ليس حقيقيا) لنفترض حقاً انها تكره السوريين، هل ستجاهر بهكذا كلام وعلى المنابر الاعلامية أيضا؟ ففعل الكره من الكبائر وكره شعب بأكمله والتصريح به أكبر الكبائر وآخر دروب الغباء. ولا أعتقد أن السيدة الأحمدية فيها من هاتين الصفتين على الأطلاق وهي التي اشتهرت بذكائها، إن تكلمنا عن العقل، وإن تكلمنا عن المحبة أستطيع الجزم بمحبتها لسوريا وللكثير من السوريين والذين يشكلون جزءًا من صداقاتها والذين تجمعهم معها مشاعر الإحترام ومن ثم الحب منذ أيام الحرب الأولى على سوريا كانت السيدة الأحمدية لها موقفاً واضحاً لم يتزلزل ولم يوارب وقالت كلمة حق اتجاه بلدي وهي المدركة تماماً كما الجميع أن ماقد يحصل في سوريا إيجاباً أم سلباً سينعكس بالضرورة على لبنان والعكس صحيح وفي حوارها الأخير أكملت حديثها ولكن لم يُسمع جيداً كعادتنا في الاكتفاء بالعناوين ، بأن مادفعها لقول ذلك للرجل السوري هو كلامه لها أولا بأن لبنان محافظة من سوريا. الكل استنكر ردة فعلها لكن هناك فعل سبقه! لنراه بعين العدل قليلاً أو على الأقل بعين الآخر إن وضعنا أنفسنا مكانه. السوري العزيز ابن بلدي الذي اضطرته ظروف الحياة وقسوة الحرب أن يترك بلده ليعيش غريبا في غير بلده وبيته، قلبي معه أينما كان وكيفما كان ومهما كان، ولكن لا بدّ أن أذكره بالمثل الشعبي القائل (ياغريب كن أديب) فلايحق لذلك الرجل مهما كان موجوعا أن يقول لها متعاليا أو لأصحاب الدار ماقال، وبغض النظر عن معرفته ورؤيته ورأيه أو عن تاريخ مضى في حاله أو جغرافيا سياسية زائفة فرضتها سايكس بيكو كأمر واقع وليس كابوساً وخطوط على الرمال باتت حقيقة للعيان.. أنا مثلا لا أؤمن بالحدود، بل وأؤمن بسوريا الكبرى، وأحبها أكثر كلما رأيتها بهذه الصورة وكلما قالها سعادة وكلما رأيتها بعيني جبران وبقلوب من فيها وأنتمي إليها كلها كلها وسأبقى ولكني عندما أسافر وأمرّ بالحدود الوهمية أظهر هويتي أو جواز سفري واقدم أسباب للسفر أيضاً ولكن وجهة نظري هذه لا تخولني إلا أن احترم قوانين الآخر وسياسة الآخر وعدم التدخل فيها لا من قريب ولا من بعيد
فشعوري شيء وحلمنا شيء وواقعنا شيء آخر
اعتقد في هذه الحادثة أن الضيف السوري الموجوع هو البادئ)
وأضافت سلاف: (السيدة نضال أحست بإهانة لها في عقر بيتها وبلدها ولم تتمالك ردة فعلها الاعلامية التي كانت تستطيع ان تمسك بزمام التعبير وتجعلها ديبلوماسية أكثر وانسانية أكثر فلا تحمّل ذلك الإنسان أكثر مما لاطاقة له به ولا نحاسبه على جهل أو فقر أو لجوء له أو ليس له يد به فليس منا من يضمن غده وإقبال الدنيا وإدبارها وتغير الأحوال والمصائر في رفة عين.. كلام الأحمدية السابق عن النازحين السوريين لم يكن جديدا بالعموم وهي في النهاية لا تملك سوى الكلام، وكان قد صرح به من قبلها وبحدة العديد من المسؤولين اللبنانيين وهم يملكون القرار، ولم نعترض ولم ننزعج بل ونحترم ولم نشك بحبهم لسوريا يوماً
فنحن نحترم السياسات الداخلية للدول كما نطلب من الجميع احترام سيادتنا وسياستنا ومن وجهة نظرهم هذا حق وعليهم البحث عن حلول لهذا الإشكال الكبير في بلد منهك اقتصاديا وسياسيا ليس للنازحين ذنباً في ذلك إنما أقدارهم المتعثرة جعلتهم ورقة من أوراق اللعب وياليتها رابحة بل محروقة وبالمقابل هو حق للاجئين وللنازحين وواجب عليهم العودة الى بيوتهم وأهلهم .. فإلى متى؟ وواجب كذلك الأمر على الدولة السورية والتي تتعافى وإن كان ببطء بعد عشريتها السوداء والتي قالت مرارا لهم أن يعودوا وسهلوا لهم الأمر ..
ولكن جميعنا يعلم أن للبعض مصالح في عدم عودتهم قد تكون مصالح مادية لبعض المتاجرين بقضية اللجوء السوري وتتم بالتخويف والترهيب من العودة وبالعديد من الطرق.. ربما لو كان لبنان واللبنانيين في وضع أفضل لما كان حال بعض السوريين فيه هكذا، ولا نستطيع مقارنته بسوريا عندما احتضنت كل من أتى إليها في بيوتات أهلها وكان ولازال لهم أحقية العمل عن السوريين ولم يؤثر قرار دولتنا علينا أو يزرع فينا حقدا بل على العكس التزمنا به حتى نمّى فينا شعور الواجب والانسانية والإيثار ولم يزدنا إلا حباً ومصر على سبيل المثال أيضا كدولة عربية كبيرة استطاعت ان تحتضن اللاجئين وتدمجهم في مجتمعها المصري حتى باتوا كيانا واحدا معها ولم تقبل تسجيلهم تحت مسمى لاجئ مما أثمر عن النجاح المبهر للسوريين هناك وفي الجزائر وفي الإمارات وفي الكثير من البلدان العربية والأجنبية لكن ليس كل الناس سواسية وفي كل شعب صالح وطالح وحتى ضمن العائلة الواحدة، والأفراد السيئيون موجودون في كل بلد ومكان وزمان وبدونهم لا تكتمل حبكة الدراما الإنسانية . لا نجرم ردة فعل لموجوع ولا فعل لموجوع مثله.. وان حكمنا نحكم على الأشخاص وليس على شعوب وبلاد ودول.. مجددا السيدة الأحمدية خانها التعبير لكن لم يخنها المبدأ مع سوريا، ولم تخنها المحبة ولها في ذلك مايشفع لها إن أخطأت والهجوم الذي حصل عليها اعتقد أنه قاس ومبالغ به وكنت أتمنى أن تكون ردة فعل السوريين الموجوعين بعيدة عن الاستهزاء والسخرية والشتائم كفانا مافعلت بنا الشتائم والانتصارات الفيسبوكية وألا نجلدها وننسى الرجل الذي أخطأ بحقها وبحق بلدها وسواء اتفقنا معه أم لم نتفق لا يحق له قول ذلك في أي بلد آخر تفصله عن بلده حدود
وحتى إن كان في أرض جاره الملاصق لبيته لايحق له إلا الأدب واحترام قوانين بيت الجار وياليت القيامة ذاتها كانت قد قامت وانبرى الجميع كما حصل في هذه القضية عندما رأينا بعضا من أبناء بلدي وعند كل قصف اسرائيلي على سوريا يحتفلون ويزغردون ويشمتون بل ويوزعون الحلوى أيضا وبلدهم وأهلهم بالمعنى المجرد تتعرض للعدوان الصهيوني هذا الذي لايحتمله عقل ولا عرف ولا دين اختلف معي افعل بي ما شئت إن أردت
اقتلني بيدك ولكن لا تساعد عدونا في قتلي ولا تشمت بأرض فيها ولدت وفيها دفن أهلك وأجدادك وهنا نقف مطولا، فإن كنّا نحن بهذه البشاعة أيحق لنا التفوه بحرف اتجاه غيرنا وإن أخطأ فكيف إن لم يتقصد الخطأ والإهانة كلمة حق وضميري يشهد ولايحق لي الصمت
السيدة نضال كسيدة حرة كانت تستنكر في كل مرة العدوان الصهيوني على بلدي وتستغرب بشدة من حال السوريين الشامتين بوطنهم لصالح كيان الاحتلال
والسيدة نضال تعرضت إلى أبشع الشتائم وكل أنواع التهديد لأنها قالت فقط أنها مع سوريا قيادة وشعبا
والسيدة نضال وأنا كنت على مقربة من الأمر جدا
_ودون أن تعلم هي_ أنهاكانت مدافعة شرسة عن عائلة سورية فقيرة ومهجرة أصابها ظلم حقيقي فلم تحتمل وعينت محاميا لهم ولم تبخل بالمال عليهم ولم تتحدث الأحمدية يوماً عن الأمر أو حتى ذكرته كدفاع عن نفسها في ظل هذا الهجوم ولم ولن تفعل حتى لو ذلك نجاتها
هذا عدا عن بيتها في الجبل الذي قدمته لمعارف سوريين ودون مقابل في حين أننا (في الداخل) أصحاب العقارات ترفع الإيجار بلا رحمة وليس فقط على المتضررين من الحرب بل وحتى على المتضررين من الزلزال الأخير وهل هناك أقسى من زلزلة الأرض بمن وما عليها
إلا قساوة البشر؟ لتعذروني إن أطلت الحديث لكن كان لا بد أكتب ما كتبت لأذكر هاتين النقطتين الآنفين الذكر من باب المعرفة التي لا يحق لي أن أعرفها ولا أعلنها كواجب عليّ وحق لتلك السيدة .دائما أقول وأختم أن الحب هو الخلاص ياليتنا كشعب عظيم يتغنى بتاريخه وأمجاده وطاقاته وناسه تعلمنا أن نحب بعضنا أكثر ضمن حدودنا وخارجها، لربما ما وصلنا إلى كل ماوصلنا إليه لنتوقف عن لوم الغريب وتصيد الأخطاء ونلتفت إلى مايصلح ما تبقى منّا ونعيد بناءه ولنعرف كيف نقدم أنفسنا كما نحن حقاً وكما يليق بنا ولنحاول الحب لأجل ما مضى ولأجل الغد)