تواصل المملكة العربية السعودية نهضتها الفنية الرائعة، وتبهرنا يوماً فالآخر بتقدمها ودعمها الكبير للفن العربي والمواهب العربية.
السعودية اليوم اصبحت رائدة في احتضان الأعمال الفنية العربية سواء على صعيد الغناء أو التمثيل في الشرق الأوسط، وكل هذا في سنوات قليلة فقط.
وفي الوقت الذي ألغت فيه عدد كبير من دول الوطن العربي لحفلات وفعاليات فنية بسبب الأحداث المؤلمة التي تشهدها فلسطين، استمرت السعودية تحت قيادة المستشار تركي_آل_الشيخ في تقديم الفعاليات الفنية على أرضها، وتعرضت لأبشع وأقسى حملات الهجوم لكنها لم تهتم وصبت اهتمامها وتركيزها كله على اقامة كل الاحتفاليات والمسرحيات التي كانت محددة بمواعيد مسبقة من قبل ما مستجدات فلسطين وغزة، وإلغاء تلك الفعاليات كان سيمنع أرزاق عدد هائل من العاملين في المجال الفني والذين لا رزق لهم سوى الفن!
المستشار تركي_آل_الشيخ وحسب معلومات دقيقة جداً وصلتنا، يعمل على قدم وساق من أجل النهضة السعودية في مجالي الترفيه والفن، ويكاد لا يغفى له جفن من شدة حبه للعمل، حيث يقول عنه المقربون جداً أنه رجل يهتم بكل التفاصيل، الصغيرة قبل الكبيرة، ولا تهمه الانتقادات ولا يلتفت إليها أبداً بل يضعها تحت قدميه ويستمر في عمله بإخلاص وحب شديدين.
السعودية الآن اصبحت منارة الفن العربي، تستقبل جميع المواهب من مختلف الجنسيات وتعامل الصغير قبل الكبير باحترام فائق، ويحرص المستشار تركي_آل_الشيخ على اعطاء كل ذي حق حقه، حتى إنه أعطى أوامر بإرسال أجور أعضاء الفرق الموسيقية المختلفة على حساباتهم البنكية، منعاً لأي مغالطات، وهذا من شدة حرصه على أعطاء الجميع حقه كاملاً!
الفن رسالة ووظيفة مثل كل الوظائف التي لم ولن تتوقف لحدوث كوارث مأساوية، فلن يترك الطبيب مريضه حداداً على أحد، ولن يلغي المحامي مواعيد محكمته حزناً على رحيل أحد، كما لم نجد من قبل محاسباً لا يذهب إلى عمله لشعوره بالحزن!
كوكب الشرق أم_كلثوم كانت أول من رفعت شعار الغناء في عز الأزمات.
أم كلثوم في 1956 تبرعت من أجل إعمار مدارس بورسعيد بمبلغ 1000 جنيه، وكان وقتها يوازي أكثر من مليون جنيه الآن، وعقب نكسة 1967، رفعت أم كلثوم شعار الفن من أجل المجهود الحربي، وقالت: لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة، وقررت أن تحيي حفلين شهرياً تخصص إيراداتهما لدعم تسليح الجيش لمواجهة العدوان الإسرائيلي، بدأتهما بحفل بمحافظة دمنهور جمعت فيه حوالي 40000 جنيه تبعته بحفل في الإسكندرية بلغت حصيلته 100000 جنيه، بالإضافة إلي تبرعات عينية من الذهب، وحفل في المنصورة تجاوزت إيراداته 120000 جنيه، إضافة إلي 212 ألف جنيه إسترليني من حفل بباريس، و100 ألف دينار من حفل لها بالكويت، وغيرها.
أما عندليب الغناء العربي عبد الحليم حافظ، فكان له أيضاً مواقف لا تنسى لأجل مساندة الشعوب العربية في أحلك الظروف ونذكر منها:
1- قدم عدة حفلات خيرية وخصص إيراداتها لصالح المجهود الحربي
2- غنى للجنود والضباط على الجبهة أكثر من مرة
3- زار مصابي الحروب من الجيش والمدنيين
4- نظم حفلة سنوية لمعونة الشتاء وقدم إيراداتها تبرعاً للمتضررين
5- قدّم 5 حفلات وخصص عائدها لصالح جامعة الزقازيق
6- أدخل المياه والكهرباء لقريته “الحلوات” في الشرقية على نفقته الخاصة
7- بنى وحدة صحية لعلاج الأمراض المستوطنة والبلهارسيا ومشاكل الكبد والجهاز الهضمي
8- بنى معهدًا أزهرياً في موطن نشأته “الحلوات”
9- بنى مسجد الفتح في مدينة الزقايق على نفقته الخاصة.
والمؤكد أن دور السعودية في النهضة بالفن العربي، أيضاً لن ينساه التاريخ أبداً.
دينا حسين – القاهرة