أثناء لقاء نجمة الجماهير نادية_الجندي مع الإعلامية المصرية وفاء_الكيلاني ضمن برنامج (السيرة)، سألتْ وفاء نادية: (ألم يكن زوجك السابق المنتج الكبير محمد مختار يغار عليكِ عندما أنتج لك أفلامًا تضمّنت مشاهد جنسيّة مع الأبطال الرجال؟).
إقرأ: نادية الجندي أتعبت نادية الجندي كيف؟
سؤال يطرحه كثيرون، من الذين يمتلكون رؤى بسيطة حول القضايا الفنيّة، وأيضًا ممن يطلعون أكثر على عمقها، ويرونها بدقة من كافة زواياها.
ألا يغار المخرج مثلًا عندما يصوّر مشهدًا حميمًا يجمع زوجته الممثلة ببطلٍ آخر؟
ألا يغار الممثل عندما يرى زوجته الممثلة تصوّر مشهدًا حبيًّا مع منافسٍ له؟
أجابت الكبيرة نادية الجندي: (المنتج محمد مختار يعي جيدًا أنّ ما يراه تمثيلًا، أي أنّه بعيد عن الواقع ولا علاقة لنا به).
أما الممثل المصري أحمد_زاهر فنشر منذ أيام صورةً جمعته بالممثلة مي_عمر، زوجة المخرج محمد_سامي، وأحمد ومي تقمّصا شخصيتيْن أحبتا بعضهما ضمن أحداث مسلسل (لؤلؤ) الذي عُرض منذ شهور، وحصد نسبة مشاهدة مرتفعة.
محمد يثق بزوجته مي ويدعمها، ولا يغار عليها أيضًا من مشاهد رومانسية تجمعها مع ممثلين آخرين.
هنا قد يسأل أحدهم أيضًا: (لمَ لمْ تذكروا الرجال العاديين غير المشهورين الذين لا يغارون على زوجاتهم النجمات؟).
نحنُ نبرّر الغيرة بهذه الحالة عكس ما تعتقدون، لأن الزوج بالحالة هذه، يكون بعيدًا تمامًا عن الواقع الفني، لا يفهم تفاصيله ولا كيف تُصاغ المشاهد.
أما الرجال المنفتحون المتحرّرون الذين يثقون بنساء حياتهم، أي الأكثر قراءةً وإطلاعًا ولو لم يخوضوا المجال الفني يومًا، سيمنحونهنّ الثقة الكاملة، ويتفهمون طبيعة عملهنّ.
أما بحالة الزوج النجم (الممثل-المؤلف-المخرج)، فانعدام الغيرة يعود للأسباب التالية:
- العامل في الوسط الفني يعي تمامًا أن الممثلة تلعب شخصية لا تشبهها أحيانًا، وتسقطها على جسدها وانفعالاتها ومشاعرها، لتفصل عنها ثوبها الحقيقي.
- الممثلة لا تكتب النصّ بل تلعب الشخصية كما كتبها الكاتب، بحوارات السيناريو وكافة الحركات الجسمانيّة، أي أنها ليست المسؤولة عن مشاهد الحبّ ولا تُلام عليها.
- العمل ككلّ (مسلسل أو فيلم)، يقتبس واقعًا حياتيًا كاملًا نعيشه، والحبّ جزء لا يتجزأ من واقعنا الذي تهدف الدراما إلى إيصاله بتجرّدٍ.
- عندما تحدث قبلة ما بين ممثليْن، تُصوّر وسط فريق عمل قد يتجاوز عدد أفراده المئة، أي أن الجميع يعيش ضغطًا نفسيًا، ولا يمكن لأي ممثل أو ممثلة أن يفكرا باقتناص اللحظة أو الاستمتاع برومانسيتها، بل غالبًا ما يريدان إنهاءها بسرعةٍ، فيتجاهلانها تمامًا بعد تصويرها.
لذا نستنتج أنّ النجم الذي لا يغار على زوجته الممثلة داخل موقع التصوير، يعتنق مبادئ الفن بالكامل لدرجة استيعابه كلّ ما يحدث من أمور وتفاصيل، حتى لو كانت تزعجه كإنسان.
هنا تقول نادية: (محمد مختار غار عليّ كثيرًا في الحياة)، أي ما خلف الكاميرات..
تلك الآلات التصويريّة التي تقلب الشخصيات بكامل تكويناتها!
تلك التي تقتل الغيرة والمشاعر الحقيقية أمام شخصيات العمل الافتراضيّة وكل ما يدور داخلها وحولها!
إنّه الفن الذي يحق له ما لا يحق لغيره!
عبدالله بعلبكي – بيروت