في الحلقة الأخيرة من مسلسل (أولاد آدم) التي لم تعرض بعد على القناة اللبنانية، يشنق الممثل السوري مكسم خليل نفسه، والذي لعب دور (غسان يونس) المعتل نفسيًا والذي قتل وظلم كل من حوله لتأتي نهاية البطل ركيكة وغير مقنعة لأن المريض الذي يتلذذ بفعل الشر ويعبر في كل سلوكياته عن حالة شيطانية لا يمكن أن يشنق نفسه، إلا إذا أراد الكاتب أن يغير كل نظريات علوم النفس منذ فرويد حتى الأبحاث الجديدة حول مرضى الشر والنرجسية القاتلة والتلذذ بآلام الآخرين.
مكسيم كان البطل الذي فرد له الكاتب أكبر مساحة، أي كان بطلاً بمساحة الدور فقط، لكن البطل الذي عشقناه فكان قيس الشيخ نجيب، الذي لعب دورًا معقدًا دون استعراض مكسيم الذي بالغ في مشاهد كثيرة (ليترلي Literally حرفيًا) العبارة التي تمسك بها طوال المسلسل والتي ارتجلها حتمًا لأن الكاتب سوريٌ وليس هوليودي كي يضمنها النص فحاول البطل مكسيم إيهام السوريين والعرب أنه قادم من جامعة أوكسفورد!
اقرأ: من قتل النائبة في (أولاد آدم) وما الغاية من زج قضية الاغتيال
ويا ليت مكسيم لم يدعِ فهمه للإنكليزية لأن معظم الكلمات التي لفظها بالأجنبية بانت ركيكة وفيها غطرسة مكسيم خليل لا غسان يونس.
في أدوار الشياطين لعب دور الشرير النجم المصري أحمد زاهر بدور (فتحي) في مسلسل (البرنس) الذي حقق نسبة مشاهدة عالية جدًا واحتل الصدارة وعلى مكسيم أن يتعلم من أحمد العفوية والسلاسة في الأداء والابتعاد عن الخيلاء وعدم الاعتداء على الشخصية ولا الارتجال الذي وقع في غير محله.
اقرأ: أحمد زاهر قاتل مستفز وممثل من العيار الثقيل
نهاية المسلسل كانت جيدة، بمشاهد الفرح بين دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب وحضور وزيرة العدل التي تلعب دورها ماغي بو غصن التي لم يعجبنا ما قالته عن فن العدالة خلال محاكمتها لزوجها مكسيم، إذ بررت له أفعاله كشيطان لكنها اتهمته بقلة ذكائه!
وماغي ليست مسؤولة عما قالته لأنها التزمت بنص أراد فيه الكاتب التشجيع على الجريمة وتنبه المجرمين على التحلي بمنسوب أعلى من الذكاء!
(أولاد آدم) لاقى تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الإجتماعي، وظُلِمت فيه ماغي بو غصن، التي تملك إمكانات هائلة كممثلة لكن النص حشرها في زاوية محددة لصالح ممصلين آخرين.
دانييلا رحمة أشرقت في دور الغانية وكانت عروس المسلسل.
مخرج العمل الليث حجو قدم عملاً رائعًا من حيث اللقطات والإضاءة والمونتاج ليخرج من عباءة الصورة الباهتة.