سألتُ نفسي كثيرًا قبل كتابة هذا المقال:
من محمد_رمضان؟
ممثلٌ محترف أم مجرد مغنٍّ ابتكر خطًا موسيقيًا أحدث انقسامًا اعتياديًا أم قائد تاريخي حديث بزمن التكنولوجيا الزائفة، خلفَ صلاح الدين الأيوبي، يحمل سيف النصر، كان ينوي التوجّه لبيت المقدس لأجل تحرير فلسطين، لكنه تراجع فجأة، ما أثار استياء الملايين!
هذه الأسئلة أنتجتها الحملات المضادة التي شُنت ضده بتواترٍ خلال الساعات الماضيّة، قد نوافق على بعض من مضمونها لكننا نعترض أكثر على سطحيّة معظم من أطلقها!
أما لمَن لمْ يعرفوا بعد بفضيحة (القرن)، فعبر الرابط أدناه، تقرأون تفاصيل القضية (القوميّة) التي بُنيت على صورةٍ التقطها محمد مع فنانٍ صهيوني، لم يعرف هويته وليس مُطالبًا أن يسأله عنها، وبعدها خُلقت الفرضيات والتحليلات العبقريّة التي جعلت من الشاب المصري خائنًا، تخلّى عن درع النضال، ضد عدو واحد يريد تقسيمنا والرقص على انقساماتنا، وكالعادة حققَ مراده.
إقرأ: فنانون يهاجمون محمد رمضان الذي نشر صورة فلسطين!
محمد اعتذر، برّر، نشر صورةً للعلم الفلسطيني، لكن ما من شيء أوقف كلّ الاعتداءات اللا أخلاقية التي نالت منه ومن كرامتِه ووطنيته.
فلنبدأ مع هذا الشاب الذي وُلد فقيرًا في منطقة قنا المصرية، قبل أن تهاجر أسرته إلى محافظة الجيزة، ويعاني معها حرمانًا لكنه لم ينقم، بل تمسّك بأرضه وأبيه وأمه ورفض تركهما، ورغم صعوبة ظروفه وندرة الفرص التي مُنحت إليه، وكثرة التحقير بشكلِه ولون بشرته من منتجين أصبحوا يتمنّون الآن أن يرد على هواتفهم، سار في دربِ النجومية، ليبتكر هويةً، لم يقلّد ولم يستنسخ، قدّم أدوارًا متنوّعة، رسائل مهمة، نصوصًا ذو قيمة، ليصبح من ألمع الأسماء، الأعلى أجرًا، والأكثر جماهيريةً.
عندما جلس معظم نجوم الكون في منازلهم بسبب انتشار فيروس_كورونا، لم يخفْ وهجه الفني، بل واظب على إكمال نجاحاته، فأطلق مشاريع فنيّة جمعته مع نجوم من كافة أقطاب الأرض، ليتابع مسيرةً ميّزته عن الآخرين، وتميّز بها.
محمد الذي يقبضُ أعلى الأجور، يحيي أضخم الحفلات والمهرجانات، يُكرّم في أكبر المناسبات، ظلّ شابًا بسيطًا متواضعًا لا يتعالى على محبيه، ولا يحقّر عشاقه ويفضّل الانتظار لساعات لالتقاط الصور معهم، على أن يصبح حديث الساعات، بسبب غروره وترّفعه عن تحقيق حلم معجب!
إقرأ: عجوز يرقص على أغنية محمد رمضان!
المتواضع القريب من المصريين الذين تمسّكوا بالقضية الفلسطينية، ورفضوا الإقرار بشرعيّة الكيان الصهيوني رغم تطبيع الدولة معه منذ اتفاقية كامب ديفيد عام ١٩٧٧، كيف يتجرّد الآن من إحساسهم القومي وهو من طينتهم، بعدما شرب ماءَ نيلهم؟
الذي يُردّد شعار (ثقة بالله نجاح)، كيف لا يؤمن حسب القرآن الكريم الذي يقدّسه ويعتنق سورَه وآياته كمسلمٍ، أنّ الصهاينة من أعداء الله، أو أعداء المحبّة أو لنصفْهم بصورةٍ أكثر اعتدالًا، من الذين سيحاربون المسلمين حتّى آخر الدنيا؟!
محمد يمتلك مضمونًا إنسانيًا وأخلاقيًا وثقافيًا ودينيًا، يقرأ، يصقلُ مهاراته، يؤمن بشدّة بأقوالِه وشعاراته ومبادئه، يعتنق دينه ويمارس طقوسه ولا يجاهر ويستعرض كغيره.
رجل مثله كيف تصدقون أنه يبيع قضية يقدّسها من أجل صورةٍ عابرة؟
ما نقوله هنا يمكن أن يمتد لعدة صفحات، نحلّل بها نفسيًا شخصيته التي ترفض التخلي عن مكوّناتها من قناعات وأفكار، كما رفض التخلي عن أسرته وأصدقائه وأحبته الفقراء بعدما أصبح من أثرى رجال الطبقة الأرستقراطية!
لا نشجب حق المصريين بالتعبير عن رفضهم لصورة محمد..
خطأ ارتكبه لم يقصده وتراجع عنه، لكننا لا نتفّهم الحملة الممنهجة التي ينظّمها زملاء وعاملون في الوسط ضده.
إقرأ: إيقاف محمد رمضان عن التمثيل والتحقيق معه!
هؤلاء الذين يحسدونه على نجاحاته ويفعلون المستحيل لإسقاطه وإبعاده عن الصدارة الرقميّة والشعبية، فشلت كلّ مخططاتهم ومحاولاتهم السابقة بإكراه الشعب المصري به، عبر أكثر من محطة وقضية تسلقوا عليها، وكلّ مرة كان المصريون يردون بدعم محمد أكثر.
لذا رقصوا اليوم على سقطة النجم المصري الحقيقية الأولى، ورفعوا سكاكينهم ليطعنوا به قدر الإمكان، علّه لا ينهضُ أبدًا، فتصبح الساحة فارغةً لهم، يحققون النجاحات فيها بهوسٍ، ويتلذذون بكيديةٍ طعمَ المراتب الأولى.
إقرأ: محمد رمضان الكلاب المسعورة تنهش لحمه وعلى النجوم الوقوف معه!
شيء لا علاقة له مطلقًا بالمنافسة الشريفة، من أناس بلا شرف يعجزون عن احترام أي منافسة!
لكلّ قارئ الآن عرفَ الإنصاف يومًا، ولم يهوَ الجلد بل تفهّم دائمًا أي خطأ مهما كَبُرَ، وإمكان وقوعنا به كلّنا دون استثناء..
لكل قارئ لا يحكم كي لا يُحاكم يومًا، دعنا ندعم محمد سويًا عوضًا عن الدعس على وجعِه، ولتشاركنا حملة التضامن التي أطلقتها رئيسة التحرير نضال_الأحمدية، كي نجد يومًا أحدًا ما يتضامن معنا إن أخطأنا.
(فالحياة كارما)!
عبدالله بعلبكي – بيروت
https://www.instagram.com/p/CH8tdU5A3jf/?utm_source=ig_web_copy_link