كنّا كتبنا عن القصّة المحبوكة بسلاسةٍ وواقعيّةٍ وتمرّدٍ، للمسلسل الميلاديّ (ع اسمك) الذي بدأ بثه منذ أيام على شاشة (أم تي في).
هنا المقال الذي تحدّثنا عبره بإسهابٍ عن القضايا الجدليّة التي طرحتها الكاتبة كلوديا مارشيليان، وبرع بترجمتِها مرئيًا المخرج الأكثر نباغةً فيليب أسمر.
إقرأ: كلوديا مارشيليان تصفعنا وفيليب أسمر بطل (ع اسمك) وكارين رزق الله وليليان نمري تتألق!
تمرّ الحلقات تباعًا، الخطوط الدراميّة متماسكة، تعلو أحيانًا، تنخفض بأحيانٍ أخرى، لذا لا يزال باكرًا إطلاق حكمنا النهائي على هذا العمل، الذي سيُكمل عرضه لبعد انتهاء السنّة الحاليّة، الأشد فتكًا بنا وبمشاعرنا.
لكنّ الحالة الجماهيرية التي أحدثتها القديرة ليليان_نمري عبر شخصية (جورجيت درباس) صاحبة المدرسة التي تُشتهر بلقب (مدرسة الأخلاق الطيّبة) ابنة الشاعر (درباس درباس)، تشدّ أنظارنا وحواسنا، ولا يمكن عدم الإضاءة عليها أو تأجيلها.
ليليان تلعبُ أحد أهم أدوارها، أسهمها تعلو فوق أسهم الجميع، لا يجاريها أحد، تتفوّق بإجماعِ المشاهدين نسبةً لفكاهتها وقدرتها على إجادة شخصية جورجيت التي تبدو من الشخصيّات الكوميديّة التي تتفنّن خلق الضحكات، لكنها أيضًا تعاني أحزانًا ونواقص مشاعريّة ونفسيّة.
تكبر (جورجيت) التي تُشغل نفسها وتمضي وقتها بالاعتناء بوالدها ومدرسته، تحاول عبثًا ملء الفراغ الروحي والعاطفي عبر العمل المستمر، لكنّها تخفق كلما التقت شابًا يصغرها سنًّا، يعمل عندها، تمنحه امتيازات عديدة، ترغب الإيقاع به، لكنها لا تجرّ نفسها نحوه عنوةً.
إقرأ: نضال الأحمدية تكشف أسرارًا عن هيفاء وهبي وابنتها!
تناقض لافت بين عصاميتها ومشاعرها المُتهوّرة التي استُغلت عدّة مرات من شبانٍ، حتّى وصلت الكرة اليوم لملعب (ماريو) الأستاذ الشاب الذي أحبته، لكنّها تخاف غدرًا غير منتظر منه، مشابهًا بخيانات من سبقوه.
(ماريو) يلعبه الفنان اللبناني الشاب نجم برنامج (ذا_فويس) تامر نجم الذي يحصد بهذه التجربة نجاحًا جيّدًا وقبولًا جماهيريًا واسعًا نظرًا لما يمتلكه من مؤهلات فيزيائيّة ومهنيّة، تجعل منه مشروعًا قابلًا للاستثمار بالسنوات المُقبلة.
إقرأ: جومانا وهبي وتوقعاتها لكل الأبراج للعام ٢٠٢١
ليليان تضحكنا وتبكينا، نتعاطف مع شخصيتها الدراميّة ونعاتبها، ننصحها بالاتزان لكنّنا نشجعها قائلين بيننا وبين أنفسنا سرًا، خوفًا من أحكام المجتمع الجائرة: (كوني مع من تحبين، لا تأبهي الأحكام التي نأبهها، فالسنوات تركض والفرص لا تعود مرتين ولا تُعوّض).
طاقة ما تستطيع الممثلة القديرة فرضها على كلّ من يشاهدها، اسم (جورجيت) اقتحم لوائح التداول لا عبر (السوشيال ميديا) فقط، بل بين الأزقة والأحياء وشوارع المدن في المحافظات اللبنانيّة.
لم يسبق لشخصيّةٍ دراميّة أن حظيت بكلّ هذا التفاعل الإيجابي منذ سنوات.
إقرأ: توقعات مجد غانم لكل الأبراج للعام ٢٠٢١
نظرات ليليان، حركات يديها، انفعالاتها، مكنونات ملامحها التي تتمايل مع جملها الحواريّة، طريقة سيرها، وضعها وإبعادها النظارات الطبيّة بارتباكٍ نصدّقه، أدوات تعبيريّة جعلتها ترفع سقف المنافسة إلى أعلاه، وسقف إبهارنا بأدائها إلى ما دون الحدود!
أما جملها التي ترددها مثل (لمَ لا)، (مش عمتزبط معي)، (صاحبة مدرسة الأخلاق الطيبة) وغيرها، تتواتر أمام أعيننا وآذاننا، مكتوبةً ومسموعة عبر صور، منشورات، ملصقات صغيرة، وفيديوهات ساخرة قصيرة.
نجاحٌ ساحق لليليان نمري، علمًا أن الخط الدرامي لـ (جورجيت) لا يزال بمهدهِ، فيما تبدو المفاجآت قادمة، ستجعل المشاهدين يتفاعلون حسيًّا معها بشدّةٍ.
يمكن القول حتّى اللحظة، إنّ ليليان نمري وبجدارةٍ مُطلقة، بطلة هذا العمل وحصانه الرابح وأحد أهم عوامل نجاحه.
الحلقات أمامنا لمزيدٍ من الحسم، لكنّ نجاح (جورجيت) المُتسارع بإيقاعِه، غير المتوقع، فرض علينا شغفَ الكتابة المُبكرة.
عبدالله بعلبكي – بيروت