بين الغموض والشهرة مسافة بعيدة، مصطلحان شبه متناقضان دلاليًا، كيف للغامض أن يكون شهيرًا ومحبوبا؟ صاحبة حساب (الليدي فايف) على الإنستغرام ، يخبرنا أن تناقض المفاهيم يأخذنا إلى حكاية جديدة ومعادلة جديدة.
(الليدي فايف) الحقيقية، صبية من مواليد عام 1988متخصصة في القانون، تقول:
– الغموض قد يكسبك الوقار والضوء أحياناً يُفقدك هيبتك.
الليدي فايف 5، دون أن تعرض خصوصياتها وصورها، ودون عرض سيقانها وتوسل المتابعين عبر الإثارة الجنسية، أو السخرية وشتم وسب الآخر، تمكنت من إحداث فرق طالما كان مثار جدل بين كبار المثقفين، ولا يزال يطرح منطق “الجمهور عاوز كدة” لتنفي الليدي فايف كل هذه النظرية، وتثبت بالبرهان القاطع أن الجمهور يبحث عن الرصانة والمعرفة.. يبحث عن قائد ومرشد غير متعصبٍ وغير متحزبٍ وغير شتام.
ليدي فايف ملكت مليون و700 ألف متابع وهذا رقم لا يحظى به كبار القادة الحزبيين والزعماء الطائفيين. تثابر وتعمل بجد وسألتها:
- لم اسمك ليدي فايف؟ وأجابت:
سميت نفسي بهذا الاسم نسبة إلى قاعدة Five by Five والتي تعني (إذا كان الموقف لن يوثر على حياتك خلال الخمس سنوات القادمة فإنه لا يستحق منك خمس دقائق حزن)، يبدو أن لتخصص بطلة هذه القصة تأثيراً واضحاً في شخصيتها، فقد كانت رسالتها منذ أن بدأت رحلتها في عالم “السوشيال ميديا” عام 2016 الدفاع عن كل النساء في الوطن العربي . فهي تكتب أفكاراً تحريرية للمرأة تساهم في تذكيرها بعظمتها وروعة خلقها وعجائب تراكيبها.
شخصيتها القوية، وشهرتها في الدفاع عن المرأة بطريقة ساحرة، بالدمج بين المزاح والجدية والحب والكره، والشجاعة والضعف، كانت حافزاً كبيرا للحوار معها وللتعرف على مكامن قوتها.
من أنتِ؟ هل أنتِ من المشاهير؟
_ أنا رعشة قلم وصاحبة كلمة حرة.
ما دراستك الجامعية.
_ خريجة ومُتخصصة بالقانون الدولي من إحدى الجامعات الدولية
جنسيتك؟.
أحمل الجنسية العربية وأرفض الإقليمية الضيقة، لكل بلد عندي مكانة كبيرة من المغرب الى المشرق..
ما هدفك من الحساب وهل انتِ ضد الرجل؟
أفكاري أروجها ضد التعنيف والاستغلال والاضطهاد وليس ضد الرجل، هدفي أن أساهم في بناء مجتمع خالٍ من الضعيفات وممتلئ بالقويات الناجحات.
لماذا لا تتحدثين عن الرجل المثالي بمنشوراتكِ؟
صدقيني أنا لست ملزمة بالحديث عن صفات الرجال الحسنة لأنها صفحة (the lady) وليست عن العشق والهوى، وهدفي تقوية ثقة المرأة بنفسها، وتقوية إحساسها باستقلاليتها وتقويتها على التخلي عن التبعية. عندما تُقرر المرأة الدخول في علاقة فلحاجتها وليس لأن الأمر واجب اجتماعي، ولذا عليها أن تختار يستحقها وليست مع أي شخص حتى وإن كان سيئاً!
لماذا برأيك يُلقب مجتمعُنا المرأة بـ ضعيفة؟
إنها إدانة قديمة للأنثى تسربت دون وعي من أجيال متراكمة، صدقتها المرأة حتى أصبحت جزءًا من كينونتها. بل أنها مؤامرة من الرجل، ليُثبت لنفسه بأنه أعلى وأهم، وهذا غير صحيح، لو ضحكت الفتاة بوجه رجل فسيغرم بها بلحظات معدودة، (ثبُتَ ذلك علمياً) إذاً من الأضعف؟ لذا أردد: تذكري دائماً أنكِ الأقوى.
ألا تُلاحظين أن بعض منشوراتك تُناقض بعضها؟
بل أنا مُتوازية، فهناك ظروف يجعلك تتبنين هذا الرأي، وأحياناً تتبنين عكسه، فهذه سنة الحياة، عادة عندما يكون المنشوران بعكس بعضهما، فلأن هناك من يرى أن هذا المنشور يخصه بينما يرى الآخر عكس ذلك.. إذاً أنا أخاطب مئات الألوف.. أليس كذلك؟
لاحظت وجود مُنتقدين لشخصيتك، ماذا تقولين لهم؟
لا أنظر طويلاً لمن ينتقدني، أركِزُ على ما أفعل وأُنجِز، وأترك من ينتقدني طولاً وعرضاً لأنه يرى بي المدى الذي ينقصه ويحرقه، وأعلم انه لن يتركني أبداً فهو لا يملك سواي ليتأمل ويتحسر على ما أملكه ولا يعرف كيف يملكه، يريدون الانتقاص والتقليل من شخصيتي وهذا لن يحدث!
متى تعلنين عن شخصيتك أمام الجميع.. مثلاً هل أستطيع أن أنشر صورتكِ واسمكِ؟
الآن لا.. لكن الأمرَ واردٌ جداً وأجهزُ للإعلان في الوقت القريب
ماذا تقولين لمتابعيك ومتابعاتكِ؟
عزيزتي أنا هُنا لمُساندتك. لأعطيكِ من قوتي ما تواجهين به صعابكِ. لتنتصري على ذاتكِ التي تحاول التآمر عليكِ في أحايين كثيرة.. لا تسمحي لها.. تحديها وانتصري ومن تحتِ رمادهم قومي وانتفضي بأدب كي نعلمهم أم الثورة الإيجابية الناعمة فعلٌ نسائي لا يعرفونه.
الجرس – إشراف نضال الأحمدية