تتحدّث بالسياسة، يُرد عليك بالشخصيّ، أعزاؤنا القراء في الشرق العربي، هذا واقع المناصرين لأحزاب السلطة اللبنانيّة، هكذا يفلون كلّما واجهتهم بفسادِ زعمائهم وخطاياهم التي أودت وطننا إلى الهلاك.
ما واجهته الكاتبة والممثلة اللبنانية كارين_رزق_الله ليس واقعًا حديثًا، بل يُدرج تحت سلوكيات هؤلاء المناصرين، الذين يألّهون زعماءهم ويقدّمون ولو استطاعوا، أولادهم قربانًا لهم.
إقرأ: كارين رزق الله عودي إلى الكتابة!
كتبتْ كارين تتساءل عن صمتِ قصر الشعب تجاه الجرائم المُرتكبة بحقّ شعبه، وثمّة ثلاث: في بعبدا لرئيس الجمهوريّة، في وسط بيروت (السراي الحكومي) لرئيس الحكومة، وفي عين التينة لرئيس مجلس النواب.
قالتْ: (قصر النوم.. قصر النوم.. قصر الغيبوبة.. لبنان ينهار).
نعم رؤساء هذا الوطن الثلاثة نائمون، بل يتجاهلون حجم المصائب التي نعانيها.
منذ أسابيع فقدنا طفلةً لبنانيّة اسمها جوري السيّد، ذنبها أنّ والدها لم يجد لها دواءً يواجه حرارتها المرتفعة، لتقتلها.
خسرنا شابًا بعمر الورد، اسمه عمر جيلاني، سقط من الطابق الخامس من عمارتِه، بعدما أراد البحث في خزانٍ فارغ، عن مياه مفقودة لا تصل لمنزله، فارتوى موتًا.
أبكانا ابنًا ودّع أبيه، بعدما انقطع التيار الكهربائي في منزلِه، لتتوقّف مكنة الأوكسجين التي تزوّده بالحياة، عن العمل.
أي نوم يا كارين، بل قلوب هؤلاء هالكة!
كلمة حق قالتها، لم تعجب من يناصرون زعماءهم، هذا الذي مات قلبه قبل الزعيم، وضميره ووجدانه وإحساسه وإنسانيّته.
إهانات مقزّزة طالت كارين، في الشخصيّ، لأنّها امرأة والمرأة أسهل المنال في الشتيمة، لكنّها كارين رزق الله، القويّة التي دوّنت معاناة أفراد مجتمعها عبر نصوصها الخارقة للمنازل والأحياء، كيف تسكت صاحبة القلم الأول، وقلبها ينبضُ حبرًا بعد أكثر؟
هؤلاء لم ينالوا منها، فعادت لتكتب مرفوعة الرأس، فيما رؤوسهم تحت أقدام آلهتهم: (فكرن بخوفونا وبخللونا نوقف نحكي! شي بحزن! هيك ناس خرجن عيشة الذل اللي عايشينا! هول ناس خرجن نطرة المحطة والتفتيش عالدوا والعيشة بالعتمة ودولار ال٢٠ الف!).
وعمّا قالته، لا نزيد حرفًا!
إقرأ: كارين رزق الله انظروا إلى صورتها هذه وتعلّموا!
عبدالله بعلبكي – بيروت