أصدرت الجامعة العربية قراراً يخص تدخلها التاريخي بالشكوى التي قدمتها جنوب أفريقيا في المحكمة الدولية ضد الكيان الصهيوني وقد تناقلته وسائل الإعلام العالمية.
لم أتمالك نفسي من الفخر والاعتزاز بالجامعة حال سماعي موقفها المبدئي وقرارها المفصلي أمام المجتمع الدولي. فهرعت مسرعاً إلى مركز العاصمة بغداد رغم برودة الجو وتأخر الوقت ليلاً. حاملاً علم الجامعة في يميني ولافتة شكرها في شمالي لألتحق بالحشود المليونية المؤيدة لقرار الجامعة العربية.
اقرأ: القضايا والتحديات التي تواجه الاستخبارات والجيش الإسرائيلي في غزة
لكني تفاجأت، لم أجد أحداً من الجماهير سوى موظف البلدية ينظف الشارع ويغني أهازيج فلسطينية. فسألته أين الجماهير العراقية المؤيدة لقرار الجامعة العربية؟ فظن إني مجنون وأتصل بمستشفى الأمراض العقلية. فهربت وسقط مني العلم وتمزقت اللافتة.
رجعت للبيت لأشاهد تغطية القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعية للجماهير العريضة المحتشدة في العواصم العربية المفتخرة بقرار جامعتها. كذلك لم أجد شيئاً، فالجميع لم ينتبه ولم يكترث.
اقرأ: نتنياهو اتفق مع الكونغو لتهجير الفلسطينيين وفرنسا وأميركا تنددان
لم أيأس، أخذت أبحث في الصفحات ذات المحتوى الخاص. لا أخفيكم سراً إني كنت مرعوباً خوفاً أن تمسكني زوجتي بالجرم المشهود وحينها لا تصدقني مهما حلفت إني أبحث عن مؤيدين للجامعة العربية. لحسن حظي لم أُمسك متلبساً لكني صدمت، القوم كذلك ليس فيهم من يؤيدها.
شككت في نفسي ورجعت إلى موقع CNN الإخباري وتأكدت إن الخبر صحيح ويشع نوراً.
اقرأ: ذا ناشين الأميركية: إسرائيل تخسر الحرب على غزة ولن تستمر طالما تفتقر الى العدالة
(لم يُصرح للجامعة الانضمام إلى الدعوة ونشكر جنوب أفريقيا)
يا الهي! ماذا حل بالشعوب العربية
ألم تلاحظوا جمالية التعبير (لم يصرح)؟ هل لاحظتم التطور الكبير في أداء الجامعة عندما استبدلت لا نقدر لا نستطيع. لا نتمكن بعبارة لم يُصرح؟ فلماذا تبخسون حق جامعتكم؟
لماذا لا تشكرون جامعتكم لآنها لم تدين جنوب أفريقيا وتشكر اسرائيل؟ ألا تعلمون قلة الشكر يزيل النعم.
اقرأ: الصهاينة كيف يصفون يحيى السنوار زعيم حماس السياسي في غزة؟
ولماذا إعلام الغرب يهتم بجامعتنا ويهملها اعلامنا؟ يبدو إن الغرب يدرك أهمية جامعتنا التي لا نعرفها نحن.
يا جامعتي العربية
لا تستوحشي طريق الحق لقلة سالكية. بالحقيقة أنا لم أجد سواي مناصرًا لك.
لكني لن أستسلم فقد بدأت بأبني لأضمه لصوتي واشتريت له الحلويات من شركات مشمولة بالمقاطعة لأعلمه الوفاء لكي. لكنه أصبح طماعاً وجشعاً. فإنه لا يقبل أن يهتف لجامعتكم حتى يستلم الشكولاتة الاسرائيلية.
اقرأ: محمد صبحي: أنا ضد مقاطعة المنتجات التي تدعم إسرائيل
ومن هذا المنبر أناشد حكومتي العراقية (لا أستطيع القول حكومتنا لأني وحيد)
أزيدوا العطاء من أموالي لجامعتي العربية لمواقفها العظيمة وأدائها المميز وجهودها الاستثنائية
فلأجوع.. وموظفي الجامعة يزدادوا تخمة
ولأعرى.. وموظفي الجامعة يلبسون البدل ويركبون السيارات الفارهة.
اقرأ: تامر أمين: المقاطعة مؤثرة أوي
ولأحفى.. وموظفي الجامعة يسكنون الفنادق والقصور الراقية.
وأخيراً أطلب من جامعتي العربية أن تدين جنوب أفريقيا وأن تحاصرها وتقاطعها ولا بأس ان تدعم المقاتلين في داخلها لتدخلها في شؤوننا العربية حينما دعمت القضية الفلسطينية.
التوقيع عراقي