الذئب والحمل يتبادلان الأزياء أحيانًا فيصبح الذئب حملاً، والحمل ذئبًا، وهذا ما بدأ يعاني منه عدد هائل من الرجال المغفترض أنهم ذئاب في مجتمعات وجمعيات تطالب بهدر حقوق الرجل تحت مسمى المساواة وحقوق المرأة.
في مسلسل (البراءة) الذي ادعت بعض المواقع أنه مقتبس عن قصة حقيقية، أي عن الجريمة التي هزت تركيا عام 2009، عندما قتل جيم غاريب أوغلو، ابن عائلة ثرية شهيرة في تركيا، حبيبته المراهقة الفقيرة (17 سنة)، فقطع رأسها بالمنشار، ورماها في القُمامة). كل هذا غير صحيح والحكاية في مسلسل البراءة لا علاقة لها بقصة (جيم غاريب أوغلو) كما قدم المسلسل في حلقاته الخمس حتى الآن.
أين البراءة في مسلسل يدعي أنه يكرم المناضلة النسوية التركية دويجو أثينا ويدعي أنه ينظم إلى قائمة المسلسلت التركية التي تتناول قضايا العنف ضد المرأة؟
أين العنف ضد المرأة في هذا المسلسل إذا كانت البطلة التي عنفها البطل جسديًا، دعومت على تعنيفه بأبشع الطرق وبكلها، فهددته وابتزته وطاردته وأغوته واندست في فراشه واستستلمت لرغباتها بين فخذيه، وتوعدته وفضحته، وتوسلت رضاه وضربته مائة مرة، وتحرشت به منذ البداية وتحرشت به على مدار العلاقة، واعتدت على خطيبته ورغم اكتشافها الحقيقة منذ الحلقة الثانية، لأنها تريد تحقيق مبتغاها بالنيل من العائلة الثرية عبر الحصول على ابنها (البطل)! أو لهوسها الشخصي.
أي حقوق وأي عنف وأي مبادئ جديدة تطرحها بعض النسوة ضد الرجل، تحت مُسمى حقوق؟
كيف تكون لنا حقوق نحن النساء إذا اعتدينا على حقوق الرجل، وإذا واربنا الحقاىق واعتدينا على إنسانية شركائنا في الحياة – الرجال-؟
في مسلسل البراءة الذي يدعي براءة النساء نلاحظ التالي:
- البطلة تفاجر البطل ويسمونها البريئة!
- سكرتيرة البطل تفاجر والد البطلة، وتندس في فراشه وتمارس معه أبشع أنواع الذيلة ويسمونها البريئة!
- أم البطل تفاجر الجميع وتدبر الألاعيب وتفاجر على كل المستويات تحت مسمى الدفاع عن وحيدها ويسمومها البريئة!
- خطيبة البطل تفاجره متحدية البطلة فتنذل لخطيبها ولللبطلة، ويسمون كل أفعالها بالبراءة!
- جدة البطلة تمارس كل الفجور بحق أم البطلة ويسمونها البريئة!
هاته كل بطلات مسلسل البراءة، إلا إذا استثنينا بريئة واحدة حقًا وفقط، وهي أم البطلة، والتي ينطبق عليها وصف الضحية لا البريئة، لأن سيدة بعمرها لا يحق لها أن تتغابى حتى تصل ابنتها بفجورها إلى حد توريط الجميع.
فإذا كان الغباء أو الإستغباء تسميهِ المناضلات براءة؟ فلا نريد حقوقًا غبية مثل المدافعات عنها، من المدعيات الدخيلات على شتى القيم الإنسانية وبغطاء دولي أصبح محاطًا بكثير من علامات الاستفهام.
ما نشهده ونشاهده مع البطلة، (البريئة والصغير في العمر حسب الحكاية) أنها تمتلك قدرة على الاعتداء لا يملكه رجال!
وإذا دخلنا على الأبطال الرجال لوجدنا أن الجميع براءة من فعل النساء وفجورهن، باستثناء البطل الشاب الذي يعاني من فجور المورثات الذكرية، ما يعني أنه ضحية موروث ثقافي ديني في مجتمعات عاشت أكثر من ألفي عام على عقيدتين وهما:
عند الإسلام: الرجال قوامون على النساء
وعند المسيحية: الرجل رأس المرأة (بولس – الإنجيل).
ورغم ذلك يبدو البطل في حكاية البراءة أقل شراسة في فجوره من شريكته الأنثى بمرات.
البراءة بطولة دينز شاكر في دور “بهار” والدة “إيلا” التي تلعب دورها ايلايدا ألشان، وهوليا افشار في دور “هالة ايلجار” والدة ايلكر، وساركاي توتونجو في دور “إيلكر”.