أمس أدمعت عيناي الإعلامي المصري عمرو_أديب، أثناء حديثه عن المعاناة اللبنانية البالغة بعدما تخطّى سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز الخمسة عشر ألف ليرة لبنانية، غير تضاعف أسعار المواد الغذائية وفقدان معظمها من حليب الأطفال وغيره.
اللبنانيون يقفون في طوابير الذلّ أمام محطات الوقود يوميًا، بينما تزداد المخاوف حول انقطاع التيار الكهربائي في البلاد بسبب فقدان الفيول.
الصيدليات أيضًا أغلقت أبوابها، يتهم البعض أصحابها بتعبئة الأدوية في المصانع حتّى يرتفع سعرها، بظلّ تخاذل الدولة وصمتها المرتب على جشع التجار.
عمرو دعا الأوطان العربية إلى مساعدة لبنان العربيّ، ويبقى عربيًا، وتناسي الخلافات مع أحزابه الطائفيّة.
قال: (أين جامعة الدول العربية؟ لبنان انهار! اللبنانيون يبحثون الآن عن حليب الأطفال! لا أدوية لا بنزين).
بصرخةٍ أدركنا عبرها محبته الصادقة والجارفة للبنان، أصبح عمرو أديب أمس حديث المصريين الذين تعاطفوا معنا، كما شرائح كبرى من المجتمعات العربية الأخرى.
راغب_علامة وجّه تحيّة للإعلامي المصري وكتب: (يا صديقي يا عمر ، صرختك الحقيقية ودموعك تجاه لبنان الذي تحبه وأطفال لبنان الأبرياء لا تعني لحكّام العار أي شيء!).
تابع: (انهم يتمتعون بتجويع الأطفال وبكاء الأمهات والآباء وكل ما يسعدهم هو إرضاء أسيادهم في الخارج! كلهم دون استثناء! لقد قلتها وغنيتها منذ سنتين طار البلد ولم يرف لهم جفن).
راغب من أوائل الفنانين المنتفضين ضد طبقة الحكام الفاجرين والسارقين.
أطلق أغنيته الشهيرة (طار البلد) قبل اندلاع ثورة 17 تشرين عام 2019، أي استبشر باكرًا انهيار البلاد بسبب فساد حكامه ومحاصصاتهم ومنهج الزبائنية الذي اعتمدوه لمدة ثلاثين عامًا.
عبر (السوشيال ميديا)، يصرخ راغب باستمرار ضد الحكام ويدعو الشعب إلى التمرد ضدهم وتناسي تبعيتهم الطائفية والتي أودتنا إلى الهلاك.
إقرأ: راغب علامة: (ستموتون وسندعي عليكم)!
من راغب ومنا وكلّ لبناني، شكرًا عمرو أديب على لفتتك الإنسانية الرائعة، لكنّنا شعب نجيد الوقوف كلّما سقطنا ونواجه حتّى النهاية ويومًا لم نستسلم أمام أصعب المِحن، وتاريخنا يوثّق.