بعدما كنا نُشيد بالحلقات الأولى من مسلسل الفنان المصري أحمد السقا (ولد الغلابة)، وبسرعة إيقاع العمل وتطور الأحداث والشخصيات بشكل مثير ومشوق، تفاجئنا بكم كبير من العنف والقتل والمخدرات في الحلقات الأخيرة من المسلسل.
كنا كتبنا وانتقدنا الأحداث الدموية التي جاءت في الحلقة العاشرة من (ولد الغلابة)، في مقال بعنوان: (السقا يحرق عدوه حياً فهل ينقصنا عنف؟)، لكننا لم نكن نتخيل أن يصل الحد إلى وقوع جريمة قتل كل حلقتين تقريباً!
بعد قتل (عيسى) الذي يلعب دوره بطل العمل السقا، لـ (ضاحي) و(عزت)، وبعد قتل (حمزة) شقيقته (فرح)، حاول عيسى قتل (رشوان)، وقتل بالفعل (عبد القادر)، و(عيد)، وأسهل فكرة تخطر على بال عيسى وصديقته (فرح) التي تلعب دورها مي عمر، هي القتل، فكل من يقف في طريقهما يموت.
نشعر أننا أمام قصة تروج أن لا قانون في الصعيد المصري، ولا قانون ولا حكومة في مصر كلها من الأساس، وكأن عيسى وصديقته فرح يعيشان في غابة بشرية.
بخلاف القتل، يروج المسلسل لمخدر (الإستروكس)، ويكرر عيسى وفرح اسم المخدر في عدة مشاهد، ما قد يؤثر سلباً على نفوس الضعفاء والمراهقين، الذين قد يدفعهم الفضول وحب المغامرة لتجربة هذا المخدر الجديد الذي بالتأكيد عدد كبير من المشاهدين يسمع اسمه لأول مرة.
أسخف ما في المسلسل، هو المبررات الضعيفة التي لا يصدقها عقل بشري وجعلت (عيسى) بكل هذا العنف والشراسة والدموية، يقتل في خلق الله بقلب بارد، وكأننا نشاهد لعبة من ألعاب الحروب على الإنترنت.
نرى أن المسلسل كان يجب أن يكون إسمه (ولد الحرام) وليس (ولد الغلابة)، فمن يرتكب كل هذه الجرائم البشعة من قتل وبيع وتهريب مخدرات هو بالتأكيد ابن حرام وليس (غلابة)!
دينا حسين – القاهرة