تظاهر العديد من الثوار أمس في عدد من الساحات رفضًا لتمسك السلطة الحاكمة بنهج الفساد والمحاصصة والزبائنية، وعدم اهتمامها بأوجاع الناس ومطالبهم، وحتى اللحظة لم نرَ قاضيًا يحاسب فاسدًا من الكبار ويرميه في السجن.
إحدى التحركات حدثت أمام مركز (سي سويت) في ذوق مصبح، والشعارات التي رُفعت من مكافحة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة وإسقاط السلطة تمثل كلّ لبناني يحب وطنه أكثر من زعيمه، ويريد أن يصبح له وطن يعيش فيه وأولاده لا أولاد وأحفاد الزعماء السارقين الذي أفلسوه وسرقوا ماله.
الكاتب والمخرج شربل خليل دعم السلطة التي يرأسها التيار الوطني الحر منذ اليوم الأول من الثورة، ولم يكتفِ بهذا الدعم بل شتم المتظاهرين وخوّن بهم وحقّر كراماتهم، وكنا نراه ينشر صورهم ويتنمر عليهم ولا يحترم آراءهم، وكأنه يظنّ أنه يعيش تحت ظلّ دولة بوليسية.
كتب أمس يتوعد الناس بالضرب ويهددهم وهذه سابقة لم تحدث من قبل: (بردانين جايين ياكلوا قتلة ت يدفوا).
هذا الأسلوب الدنيء والذي يفتقد لكلّ معالم الإنسانية، يصدمنا شربل عندما يستخدمه لأنه كان من الذين ينادون بالحريات ومحاربة الفساد عبر البرامج التي سبق وأن قدمها قبل ثورة ١٧ تشرين الأول، لكنه ربما الآن يتأمل بحصة من التيار الذي يقدّم له طقوس العبادة، أو نفوذ يفوز بها، لكنه سيفشل كما كلّ الأحزاب التي تظن أنها ستحكم لبنان كما تشاء بعد الآن.