الألقاب تصنع المشاكل التي غالبًا ما تكون خالية من أي قيمة أو هدف يستحقان كلّ أنواع الجدالات والمناكفات التي نشهدها في هذا الوسط، الذي بات عنوانه السخافة.
نتحدّث عن لقب نجمة العراق الأولى بعدما كتبنا عنه تحقيقًا مطوّلًا لنرى حسب الإحصائيات والمعايير، من تتفوّق على الأخرى بين المنافستيْن، أي شذى_حسون ورحمة رياض.
إقرأ: نجمة العراق الأولى من: شذى حسون أم رحمة رياض؟ – بالأدلة
البداية مع رحمة التي منحت نفسها اللقب عبر لقاءٍ مع شاشة (الجديد) مع المذيع علي ياسين، قائلةً: (ما الخطأ أنّ أعطي نفسي هذا الدافع فأفتخر بإنجازي؟).
لترد شذى عبر مقابلات أربع متتاليّة، فتحاول الإعتراف بنجاح زميلتها ثم التقليل من أهمية تلك النجاحات، بحجةٍ أنّها نجحتْ بأغنيتيْن فقط، ولم تشارك بأهم المهرجانات والمناسبات الفنيّة العربيّة مثلها ولم تطلق ألبومات.
شذى زعمت أنّها ترفض منح نفسها لقب فنانة وطنها الأولى، فترك الخيار للجمهور، وإن اعتمدنا نظريّة شذى، وبناءً على الأرقام (اتجاهات وميول المستمعين)، فالجمهور يختار رحمة وبفارقٍ كبير.
لكنّ قبل هذا، وبأكثر من مناسبةٍ، لم تذكر شذى يومًا منافسةً لها في العراق عن الساحة الغنائيّة الأنثوية.
كلّما سُئلت بلقاءاتها السابقة عن الموضوع عقّبت بسخريةٍ: (وهل يوجد غيري؟).
كيف إذًا أصبحت لا تمنح نفسها اللقب فجأة؟
ثمّ ما ينقصها لتعود بأعمال قويةٍ تفرضها نجمةً بمؤهلات تخولها الوصول للنجوميّة المُطلقة، كما عرفناها ودعمناها ببداياتها؟
لمَ الإصرار على سياسات القيل والقال وافتعال الجدالات البيزنطيّة وضخّها بالدماء الإعلاميّة لتبقى؟
هنا أميل لرحمة الذكيّة الهادئة الرصينة التي تأبى الرد، وتترفّع، فتستثمر وقتها وطاقاتها بالاجتهاد الفنيّ، وتستمر مواظبةً على تقديم أعمال أفضل تستقطب مُجددًا أذواق محبيها في العراق وخارجه.
إقرأ: رحمة رياض تعلن لهاتفٍ وتستخدم آخر كيف ينجح إعلانها؟
رحمة لم ترد أما شذى فأثارت غضبًا فعادت لتقول: (يحق لكلّ فنانة أن تقول إنها الأولى، القرد بعين أمه غزال).
وصفٌ لم يعجب شقيقة رحمة نعمة رياض الناشطة عبر (السوشيال ميديا) لتكتب: (هل توجد فنانة تقول القرد بعين أمه غزال؟).
إهانةٌ غير متعمدة أو مقصودة من شذى التي عادت لتبرّر، وهنا بالتحديد نقف معها، لأنّنا ندرك شخصيتها الراقية، ونعي إلى أي بيئة اجتماعية وثقافية جيّدة تنتمي، لذا لا نعتقد أنّها اعتمدت جرح زميلتها بل ببساطةٍ استخدمت مثالًا مُشاعًا عاديًا بين الناس.
يبقى أنّ نقول: (الساحة تسع الجميع، لا أحد يحتل مكان الآخر، يمكن للجميع أن ينجح، وقاعدة النجاح لا ترتكز على الإلغاء بل الاجتهاد).
عبدالله بعلبكي – بيروت