اليوم يُصادف جمعة الآلام عند الطائفة المسيحية، اليوم الذي علّق فيه يسوع على خشبة وصُلب.
الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور كتبت: (قال يسوع أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، وقال ايضاً «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ)
ما كتبته سيرين بذكرى (جمعة الآلام) لم يعجب فئة كبيرة من المسلمين الذين يتشاطرون على الإنجيل والدين المسيحي، ولا أتكلم عن نخبة المسلمين التي تحترم الأديان الأخرى وتجتهد ولا تتوارث المعتقدات بين جيل وآخر.
وبما أنني من الطائفة الدرزية أي من الموحدين الدروز، فأقول بأنني أتبع ما قاله يسوع في الإنجيل عن الغفران والحب والمسامحة، وما تقوله الآيات القرآنية عن التسامح والعفو، وأتبع كتاب (الحكمة) عن العقل والفلسفة.
علينا جميعًا أن لا نرد الضربة بضربة، ولا العين بالعين، نحن نعمل بجد ونتألق وننجح ونملك ضوء الأرض والسماء، لأن الرب يحب عباده الذين يجتهدون ويتعبون لا أولئك العاطلين غير المنتجين الشتامين؟
للمتأسلمين الرافضين الاعتراف بكافة الأديان ليتكم تتبعون نخبة الإسلام المعتدلة وتعشقون القرآن بكل آياته، فلتتابعوا مثلًا ما تقوله دائمًا النجمة اللبنانية أمل حجازي، أو أنصحكم مثلًا بالإستماع إلى الشيح محمد الشعراوي.
وللمسيحيين الذين يشاركون بالمعركة البشعة، عليكم أن تعرفوا أنكم تغضبون الرب، ألم يقل السيد المسيح: (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ.)
الأغلبية الساحقة تكذب على نفسها حين تقول إنها ليست طائفية وأنها لا تعترف بالآخر.
في لبنان مثلًا نشأنا وترعرعنا في بيئات لها عاداتها وطقوسها وتقاليدها وصلواتها، ١٨ طائفة مختلفة لثلاثة ديانات، وحين يتجرأ أحد على مهاجمة الدين الآخر تعود الطائفية وتبرز بشكل كبير!
سارة العسراوي – بيروت