لعلكم تلاحظون وتتسألون لماذا خط الأطباء سيئ، حيث يصعب قراءته في معظم الأحيان، ولكن إن علمتم السبب ستلمسون لنا عذراً.
اقرأ: د. وليد ابودهن: خمول الغدة الدرقية والجنس
لماذا هذا الخط السيء؟
كيف يكتب الأطباء؟
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما هو الطول الطبيعي للطفل؟
ناحيةٌ أخرى مهمة، ما يكتبه الأطباء سيقرأه الأطباء الآخرون أو الصيادلة أو من له علاقةٌ بالأمر وليس العامة من الناس. فخطوط الأطباء مفهومةٌ لبعضهم البعض لأنهم يعرفون ما يبحثون عنه أثناء قراءة الوصفة مثلاً، وكتوضيح، عندما يقرأ الطبيب أو الصيدلي الوصفة فإنه يعرف أسماء الأدوية والأمراض ويميّزها بسهولة على عكس الإنسان العادي.
هل من المعقول أن الخط السيء قد يقتلك؟
تشير بعض المصادر، وهي في الغالب مصادر صحافية، إلى أن الفهم الخاطىء لخطوط الأطباء السيئة يؤدي إلى وفاة الآلاف سنوياً، لكن وبالبحث عن مصادر هذه المعلومات لا نجد معلوماتٍ موثوقةً أو أرقاماً من مراجع دقيقة فمعظمها كما ذكرنا مصادر صحفية أي غير علمية.
اقرأ: د. وليد ابودهن: في أي عمر يصعب فقدان الوزن
ومن الناحية المنطقية، هل يمكن أن يخطىء الصيادلة المعتادون على خط الأطباء في قراءة حجم جرعة الدواء على سبيل المثال، كأن يخطئوا في التمييز بين الميلي غرام والغرام؟ (علماً أن الفارق بين الكميتين ألف ضعف).
باختصار، لا توجد معلوماتٌ علمية بهذا الخصوص، وبإمكاننا إذن أن نعتمد على الصيادلة في تحويل الوصفة الطبية التي لا نستطيع فيها تمييز الكلمة عن الرقم، نستطيع أن نعتمد عليهم ليعطونا الدواء الصحيح بالكمية الصحيحة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: هل تبقى المرأة قادرة على الرضاعة الطبيعية بعد اصابتها بكورونا؟
الحل الأنسب
لكي نحل هذه المشكلة – مشكلة عدم فهم الخط والمشاكل المترتبة عليها إن وُجِدت- فإن “الوصفة الإلكترونية” تبدو الحل الأمثل للحصول على وصفةٍ دقيقةٍ، خاليةٍ من الأخطاء ومفهومةٍ مما يساهم إيجاباً في العناية بالمريض وعلاجه.
وانطلاقاً من هنا فإن عدداً كبيراً من الدول الغربية قد بدأت باستخدام الوصفة الطبية الإلكترونية بهدف تقليل الأخطاء الطبية، مما يسهم في زيادة الوعي عن أهميتها في زيادة درجة الأمان للمريض.
الوصفة الإلكترونية أفضل من طلاسم الوصفة المكتوبة بخط اليد، لكن الأخيرة ليست بهذا السوء، بالنسبة للصيادلة على الأقل. والأمر ذاته ينطبق على كل ما يكتبه الأطباء أثناء عملهم.
لكن المشكلة تكون في حال اعتاد الطبيب هذه العادة السيئة ويقوم باستخدامها لا إرادياً مع الناس وفي حياته العادية، وفي بعض الأحيان هو نفسه لا يستطيع قراءة ما كتبته يداه…
د. وليد ابودهن