يختلف طول الأطفال من طفل إلى آخر، ويعود السبب في هذا الاختلاف إلى العوامل البيئة والعوامل الوراثية أيضًا، ويعتبر الأهل أن ابنهم قصير القامة إذا كان أقصر من أقرانه، بينما يعني قصر القامة علميًا أن يكون الطفل أقصر من 97% من الأطفال الآخرين من نفس جنسه وعمره وبلدهِ، ويظهر ذلك عندما يقع طول الطفل على أو تحت الانحراف المعياري -2 أو أن يكون أقل من 3% على منحنيات النمو الخاصة لنفس الجنس والعمر والبلد ولأكثر من زيارة واحدة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: كيفية علاج التهابات الركبة
ما هو الطول الطبيعي للطفل؟
ويكون الطول التقريبي للشخص البالغ تبعًا للعامل الوراثي، فيتم جمع طول الأب والأم وقسمتهما على 2 ثم إضافة 6.5 للذكور أو طرح 6.5 للإناث لنحصل على الطول بالسنتيميتر، وتكون هناك فروق بالطبع لكن تكون دون 8 سم سواء بالزيادة أو بالنقصان.
ما أسباب قصر القامة؟
يجب عدم الخلط بين قصر القامة وبين فشل النمو أو تأخر النمو، ولو أن الحالتين قد تترافقان، إذ إن تأخر النمو المزمن قد يسبب قصر القامة، لكن من الضروري معرفة أن تأخر النمو حالة مرضية تستدعي العلاج حتمًا، بينما قصر القامة يمكن أن يكون حالة طبيعية ولا تمثل أي مشكلة طبية، ويمكن أن يكون حالة مرضية تستدعي العلاج، وأهم أسباب قصر القامة.
اقرأ: وليد ابودهن: عمليات السمنة ومدى تأثيرها
قصر القامة العائلي الوراثي
وهنا يكون الطفل قصيرًا ودون المعدل، ولكن لا يوجد سبب مرضي، وصحته جيدة، وحيويته جيدة، وعند البلوغ يزداد طوله بشكل واضح حتى يلحق بأقرانه من نفس العمر، ويصل لمستوى مقبول من الطول بعد البلوغ، ويشخص ذلك من خلال العمر العظمي والعمر الطولي إذ يكونان متساويين ومتناسبين مع بعضهما لكنهما متأخران عن العمر الزمني في مرحلة ما قبل البلوغ، وقد يكون السبب هو تأخر البلوغ، وغالبًا ما نجد نفس القصة عند بعض أفراد العائلة نفسها.
قصر القامة لأسباب مرضية:
وهنا يكون الطفل قصيرًا لأسباب مرضية، ويكون العمر العظمي متدنيًا بشكل جلي ومختلف عن العمر الطولي والزمني، وهناك أسباب عديدة أهمها:
قصر القامة بسبب نقص التغذية: وهو من أهم الأسباب في بلدان العالم الثالث، إذ يسبب نقص التغذية نقصًا في الوارد الحروري والبروتينات والمعادن كالحديد والزنك وغيرها مما يؤدي لحدوث تأخر في الوزن والطول لدى الأطفال.
اقرأ: د. وليد ابودهن: كيف يمكن التعايش مع الفيبروميالجيا؟
قصر القامة الهرموني: وهو يشكل نسبة ضئيلة من الحالات مع أن أغلب الناس يظنون أنه هو السبب الأساسي لقصر القامة، ولذلك تبدأ المعالجات الخاطئة ومن غير جدوى، وهي تكلف الأهل كثيرًا من المال علاوة على التأثيرات الجانبية لهذه المعالجات على الأطفال. وأهم الأسباب الهرمونية هي قصور النخامى وقصور هرمون النمو المعزول وقصور الدرق، ولكل حالة من هذه الحالات الدلائل السريرية المميزة لها والتحاليل والفحوصات الخاصة ومن ثم العلاج المناسب لها.
أمراض عظمية غضروفية: إذ توجد بعض الأمراض العظمية الغضروفية وأغلبها ولادي أو وراثي مثل عسر تصنع الغضروف الخلقي وغيرها من الأمراض التي لا علاج لها.
اقرأ: د. وليد ابودهن: أهم الإشارات التي تعكسها العين عن حالتك الصحية
العلاج بالكورتيزون: الأطفال الذين يعالجون بالكورتيزون يوميًا لفترة طويلة من الزمن، يمكن أن ينتج عن ذلك قصر القامة، وذلك لأن الكورتيزونات يمكن أن تؤثر على إفراز هرمون النمو، أو تقليل تكوين العظام، أو تؤثر على تكوين الكولاجين، والذى يعد من الهرمونات المهمة للنمو الطبيعي.
اقرأ: د. وليد ابودهن: السلس البولي عند النساء
نصائح لتحفيز النمو طبيعيًا:
– الأهتمام بغذاء طفلك الصحي المتوازن الذي يحتوي على العناصر الضرورية لإتمام عملية بناء
الجسم على الوجه الأكمل.
– مكافحة سمنته حتى يصبح مراهقًا.
– التأكد أن يأخذ قسطًا وافيًا من النوم الليلي، حتى لا يثبط إفراز هرمون النمو.
– التشجيع لممارسة الرياضة بشكل منتظم منذ الصغر، فهذا يحسن الطول، على ألا يقل التمرين
اليومي -الذي يصل لحد الإجهاد البدني- عن نصف ساعة.
– تجنب العلاجات التي تحتوي على الكورتيزون، لأنها تحد من إفراز هرمون النمو.
اقرأ: د. وليد ابودهن: خمول الغدة الدرقية والجنس
علاج قصر القامة
يعتمد علاج قصر القامة على السبب الكامن خلف هذه الحالة، وعمر الطفل، وصحته، وتاريخه المرضي، وبشكل عام يحتاج الأطفال إلى مراقبة حثيثة لنموهم وتطورهم، ويساعد اختصاصي الغدد الصماء Endocrinologist على تحديد ما إذا كانت هنالك مشكلة طبية تكمن وراء قصر القامة للمساعدة على علاجها، وذلك بطرح خيارات العلاج المحتملة، إلا أنَّه في بعض الأحيان لا تكون هنالك حاجة لأي علاج، وبالاعتماد على المسبب يتم التعامل مع قصر القامة.
د. وليد ابودهن