قلة النوم هي إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه الفرد في المجتمعات المعاصرة، وقد أثبتت دراسة حديثة أن قلة النوم تضاعف من خطر الموت المبكر بمعدل ثلاث مرات، كما أنها تؤدي في حالاتها المزمنة إلى تغيير كبير في الشخصية وإلى الإصابة بأمراض كالاكتئاب والسمنة وغيرها.
في منتصف الأربعينات، كان معدل النوم يقارب ثماني ساعات، أما في السنوات الأخيرة فقد تغير الوضع وشهدت معدلات النوم انخفاضا لدى الأفراد لتصل إلى نحو ست ساعات ونصف.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما أسباب الشيب المبكر؟
يوصي الخبراء عموما بالنوم من سبع إلى تسع ساعات في الليلة الواحدة، اما الآن في مجتمعنا العصري فقد تدنت فترة النوم إلى معدل ستة ساعات ونصف. مما أدى الى مشاكل ومخاطر صحية جمة.
المخاطر التي يسببها الحرمان الجزئي أو الكلي من النوم:
– زيادة الوزن:
الأشخاص الذين يلجؤون للنوم المتأخر من البالغين واليافعين في عطلة نهاية الأسبوع هم الأكثر عرضة لكسب الوزن مع الوقت. وتعتبر هذه من أولى الدراسات التي درست الرابط بين أوقات النوم و مؤشر كتلة الجسم خلال الأعمار المختلفة. فقد وجد فريق البحث أن النوم المتأخر للفئة العمرية ما بين مرحلة المراهقة والبالغين هم الأكثر عرضة لكسب الوزن خلال ٥ سنوات من حياتهم.
اقرأ: د.وليد ابودهن: ما علاقة ضعف المناعة بالحالة النفسية؟
ويظهر الناس الذين لا ينامون وقتا كافيا عدم توازن في الهرمونات التي ترتبط بزيادة الشهية، بالإضافة إلى ازدياد رغبتهم في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
– الصداع
ويمكن أن تتسبب قلة النوم بالصداع النصفي. ووجدت إحدى الدراسات أن 60 في المئة من الأشخاص يستيقظون مع “صداع قوي في الصباح”.
– ضعف في التركيز
وجدت دراسة حول إنتاجية تلاميذ المدارس أن تأخير بدء الصفوف لساعة واحدة من السابعة والنصف إلى الثامنة والنصف، بإمكانها أن تزيد من درجات الاختبار بما لا يقل عن نقطتين في الرياضيات ونقطة في القراءة.
وهذا الأمر لا ينطبق فقط على المراهقين، بل أيضا على الراشدين إذ إن الحرمان من النوم يضعف، بشكل كبير، قدرة البالغين على التذكر.
اقرأ: د. وليد ابودهن: الفوائد النفسية والجنسية للصيام
– ضعف البصر
يرتبط الحرمان من النوم مع مشاكل في الرؤية. وكلما بقي الشخص مستيقظا كثرت الأخطاء البصرية التي من الممكن أن يواجهها. وبالتالي يصبح الفرد أكثر عرضة للإصابة بالهلوسة.
-أمراض القلب
أظهر أشخاص أبقاهم الأطباء مستيقظين لمدة 88 ساعة معاناة مع الضغط الدموي، بالإضافة إلى أن هؤلاء الذين سمح لهم بالحصول على أربع ساعات نوم في الليلة أظهروا ارتفاعا في دقات القلب مقارنة مع من حصل على ثماني ساعات من النوم.
وتزيد تركيزات بروتين “سي التفاعلي”، وهي إحدى علامات خطر الإصابة بأمراض القلب، في حالة الحرمان الكامل أو الجزئي من النوم.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما أسباب الشيب المبكر؟
– مشاكل في الذاكرة
يمكن أن تؤدي اضطرابات النوم لدى كبار السن إلى تغيرات هيكلية في الدماغ، والتي ترتبط بضعف الذاكرة على المدى الطويل. وقد لوحظ عجز عام في الذاكرة، مرتبط بالنوم، لدى الأشخاص البالغين أيضا
– ضعف جهاز المناعة
يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم لفترات طويلة، أو حتى لليلة واحدة من الأرق، إلى إعاقة دفاعات الجسم الطبيعية ضد البكتيريا.
– تشتت الذهن
ترتبط مهمات الانتباه لدى الفرد بمعدل نومه، فإذا كان يرغب في البقاء في حالة تأهب ويقظة، القسط الكافي من النوم يبدو شرطا أوليا.
– الاكتئاب
يمكن أن يضاعف الأرق احتمال الإصابة بالاكتئاب، والبحوث الأولية تشير إلى أن علاج مشاكل النوم قد يعالج أعراض الاكتئاب بنجاح
اقرأ: د. وليد ابودهن: مصادر المغنيسيوم الطبيعية
– مشاكل في الجهاز الهضمي.
وتؤدي قلة النوم بالشخص إلى أن يكون أكثر عرضة لتطوير مرض التهاب الأمعاء ومتلازمة الأمعاء الالتهابية و مرض التهاب الأمعاء WR-IBD وهذا الأمر ينطبق على 10 إلى 15 في المئة من الأشخاص .
– حوادث السير
الأشخاص الذين يبقون مستيقظين لفترات طويلة بحكم عملهم، هم أكثر عرضة لحوادث السير.
– السرطان
بما أن تعطل إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم وانخفاض المناعة هي نتائج مباشرة للحرمان من النوم، فإنه ليس من المستغرب إشارة البحوث الأولية إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم معرضون لخطر متزايد لتطوير أنواع معينة من السرطان، وأهمها سرطان القولون وسرطان الثدي.
اقرأ: د. وليد ابودهن: خسارة الوزن في المنزل
وننصح من يعانون من قلة النوم بالاستعانة بتدابير تساعدهم على النوم، كالامتناع عن تناول الطعام ليلاً وتخفيف الإنارة مساء لتحضير الجسم للنوم والاستماع للموسيقى الهادئة.
د. وليد ابودهن