كتب المخرج المصري الكبي خالد يوسف عن مسلسل الفتوة
(مسلسل الفتوة جدير بالإنتباه والمشاهدة، لما فيه من جَهد وإجتهاد من كل عناصره.. وبغض النظر عن البعد عن الدقة التاريخية لملامح هذا النص، فالملابس، والديكورات، والمصطلحات، والأمثال، والجمل المستخدمة، بل وطبيعة بعض المشاهد بعيدة عن مناخ تلك الفترة الزمنية، بل في المسلسل مزيج من عدة عصور وصولاً للعصر الحالي.
– وقد أعذرهم اذا لم توفر لهم الجهة الإنتاجية الإمكانيات اللازمة لذلك، لكن يجب أن نثمن للمؤلف والمخرج (هاني سرحان وحسين المنباوي) كما يحسب لهما الحفاظ علي الإيقاع وعلي الحكي المرئي المسلي في الـ15 حلقة الأولي والتي لم يبدأ فيها الصراع الحقيقي للدراما بعد!
– بالطبع كنت أتمنى لو إستطاعا وضع ظلال لهذا العصر ولو حتى على هامش الحدوتة أو في روحها ووجدانها كما كان يفعل أعظم من مسك بيمينه القلم في القرن العشرين نجيب محفوظ فعندما كان يحكي هذا الكبير حدوتة من عصر ما.. كان يجعلك تغوص وراء حكيه لتحلل وتشرح هذا العصر سياسياً، وإقتصادياً، وإجتماعياً، بل ونفسياً، ومع أن صناع المسلسل حاولوا أن يستلهموا تجربة هذا العظيم لكن للأسف لا أستطيع أن أقول إنهم نجحوا في ذلك.
– ياسر جلال ممثل كبير تأخروا كثيرًا عن الإلتفات له.. يحتاج إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية كبيرة تليق بحجم موهبته.. أما (اللطشة) التي تظهر من تأثره بالقدير نور الشريف، في القليل من اللقطات لم تضايقني واعتقد أنه هو نفسه غير منتبه لها ولكنه تأثر مشروع.
– مي عمر موهبة تتطور بدرجة كبيرة من عمل لآخر، ولم تجد الدور الذي يتمتع بالتنوع والأبعاد المركبة كي تستطيع أن تخرج ما في جعبتها لكنها صنعت في الدور ما يمكن فعله.
– نجلاء بدر أجادت بقدر حجم الدور، وأبعاده النمطية، ولا تزال تبحث عن نقلة نوعية في أدائها يبعدها عن تكرار نجلاء، وطريقتها في كل الادوار.
– أما أحمد صلاح حسني ومحمود حافظ فتحدثت عنهم في سابقًا، وسعيد جداً لابن شقيقي أحمد خالد صالح، أن أجده يبدأ أولى خطواته الحقيقية في عالم التمثيل عله يكون خير خلف لخير سلف.
– والأداء الرصين للكبار قيمة وقامة إنعام سالوسة وأحمد خليل ورياض الخولي يضع نكهة الكبار للمسلسل، مع أن طبيعة أدوارهم لا تمنحهم فرصة كبرى ليضيفوا كثيرًا.
– ولدي أمل في الحلقات القادمة أن نري مشاهد مهمة لأحمد خليل، لأن دوره فيه فرصة كبيرة لطبيعة التناقض الذي سيقع فيه.
– ضياء عبد الخالق، ومها نصار، وهنادي مهنا وأحلام الجريتلي، وعايدة رياض كانوا موفقين في أداء أدوارهم.