بعدما رأينا مهزلةً حقيقيّة بل واجهنا أكثر الصدمات ارتدادًا على النفسّ الإنسانيّة، تمثّلت بحضور أهم نجمات مصر حفل زفاف، رقصن وأمضين فواصل فكاهية فيه، بعد ساعات فقط مضتْ على رحيل أيقونة الكوميديا في الشرق الأستاذ سمير_غانم.
هنا التفاصيل: إقرأ: نجوم مصر اهانوا سمير غانم بتصرفاتهم الخجولة – فيديو
وبعدما أثرتْ هاته غضبًا شعبيًا هائلًا، ولم يبرّرن ما حدث بغاية الدفاع الشرعيّ عن أنفسهنّ.
دافع عنهنّ الكاتب والمؤلف تامر_حبيب، الذي تولّى المسؤولية، فأسقطهنّ أكثر في خندق خطأهنّ، مهاجمًا كلّ المنتقدين، بأسلوبٍ افتقر إلى المنطق العقليّ والأخلاقيّ.
كتب: (أوصي كل اللي بيحبوني وهايزعلوا عليا يوم ما أموت ويقفوا حزانى من قلبهم، لو كان نفس اليوم في أي حاجة ممكن تبهجهم وتنسيهم حزنهم يعملوها فورًا.. وأنا هابقى مبسوط أوي).
وكأنّه يقلّد وصية الشحرورة صباح التي دعت الجميع أن يرقصوا في جنازتها، رادعين الأحزان، عندما توفت عام ٢٠١٤.
لكنّ الموقفيْن يختلفان بتوقيتيْهما وظرفيْهما ومضمونيْهما، فالراحل سمير لم يطلب من أحد الرقص عند موته، كما أنّ زوجته التي تُعد صديقة هاته النجمات المقرّبة، أي القديرة دلال_عبد_العزيز، لا تزال تحت الخطر الصحيّ، بعدما أُصيبتْ بفيروس كورونا، ولم تعرف حتّى اللحظة نبأ خبر رحيل حبيب عمرها.
المقارنة هذه لا تجوز، ولا يمكن إسقاطها على واقعيْن متناقضيْن، ولا يمكن استثمارها بغاية تقليص غضب الملايين من عشاق فقيدنا القدير.
مهما كانت المبررات، لن نقتنع بها رغم محبتنا وتقديرنا لنجماتٍ مصريات قديرات، استعجبنا قدرتهنّ على اجتياز حزنهنّ سريعًا، لا بل الرقص والغناء والتقاط الصور مبتسمات.
نحنُ البعيدون نسبيًا عن الراحل، من صحافيين وإعلاميين، ومعنا الجماهير، لا نزال نتخبط بأحزاننا الكبرى على رحيله، وكأنّه أقرب الأحباب إلى القلوب، بل هو كذلك.
منذ أيام نذكره ونفكّر بزوجته ونصلّي لها لكيّ يمنحها الله الصبر، فتقاوم صدمتها المُنتظرة عند سماع خبر رحيله.
منذ أيام والكآبة تحتل ساحات انفعالاتنا، وتلعب بمصدر مشاعرنا، لا نبتسم إلا نادرًا ولا نضحك إلا أقل، لوحدنا أو مع أقرب أفراد أسرتنا، بعيدًا عن ضجيج الناس.
كلّ الوقت نتعاطف مع ابنتيْه إيمي_سمير_غانم ودنيا سمير_غانم، وزوجيْهما رامي_رضوان وحسن الرداد.
لذا نعدها حججًا واهيةً من تامر، لن تبرّر موقف صديقاته التي حملت كلّ مرادفات التخاذل.
نعم نجمات مصر أخطأن وعليهنّ الاعتذار بشكل جديّ ومنطقيّ يحترم عقولنا، أو الصمت تمامًا، فترك الماضي ينسينا ما فعلن.
عبدالله بعلبكي – بيروت