في الجرس كما في أي مؤسسة أو بيت أو مجتمع، تنقسم الآراء بين ليبرالية وراديكالية ومتوسطة..
أي بين آراء معتدلة أو متحررة أو متشددة.
لذا يكتب الزملاء محملين أحلام العار، لأن شقيقها ليس رجلاً بالمعني الطبي والإجتماعي.
وبرأيي فإن ذلك غير عادل بحق أحلام كما بحق شقيقها.
لماذا؟
سخرية وجدل بسبب صور شقيق أحلام
كنا في رأس السنة في اسطنبول، وقصدت المكان الذي احتفل فيه بسام، وكنت حذرًا جدًا أن لا يراني ومن معي، كي لا يُحرج ويخاف ويغادر المكان، الذي احتفل فيه بعيد ميلادِهِ مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء وبدا بغاية الأنوثة.
كان ذلك في شهر ديسمبر – كانون الأول 2019 في مكان خاص بالشاذين واسمه Super Fabric، وتواجد حوله حوالي 20 شابًا من نوعِهِ وفُتحت له الشاميانيا وأُذيعت أغاني شقيقته أحلام.
ما حالة شقيق أحلام؟
بالعربي أو بلغة الجنس الثالث، الوصف هو She Male أو Lady Boy.
أما باللغة الطبية فالوصف هو: Tran-sexual أي الشخص الذي يشعر نفسيًا وعاطفيًا أنه ينتمي إلى جنس آخر وليس إلى جنسه الذي يبدو عليه من الخارج.
هؤلاء ليسوا حديثي العهد بين البشر ويعود تاريخهم إلى 4500 سنة، أي إلى العهد السومري والأكادي، وكان اسمهم الـ Gala.
وفي أميركا قبل دخول الأوروبيين إليها، أي في زمن الهنود كان اسمهم Navajo Nadleehi.
بالعربي اسمهم المخنثون.
والدراسات العلمية والإحصاءات، اثبتت أن عدد أمثال بسام الشامسي في العالم حوالي 900000000 أي تسعمائة مليون من أصل حوالي 6 مليار، وهذا الرقم في حالة صعود متواصل.
بسام لم يجرِ عملية تحويل جنسي بعد، وحين رأيته لم يكن يلبس ثيابًا نسائية.
وهذا الـ بسام لم يقرر بإرادته أي جنس يكون عليه.. لماذا؟
دراسات علمية لا تحصى، بدأت منذ عشرات السنوات، وخلُصت إلى أن المخنثين من نوع بسام لديهم هوية جنس لا تتطابق مع جنسهم الذي وُلدوا عليه.
البحوث العلمية جزمت بأن بنية دماغ الرجال أمثال بسام تعاني من خلل في تكوينها منذ الصغر.
بسام وأمثالُه يعانون من مرض الجنوسة، لديهم أدمغة تتوافق عمومًا مع جنسهم، وليس مع الجنس الآخر.
هنا لن أدخل في تحاليل علمية تطرحها الدراسات حول بنية دماغ المخنثين، لأنها دراسات معقدة ولا يفهمها إلا الأطباء والمختصين.
لكن لو فهمنا بأن بسام وأمثاله يولدون هكذا ولا يصبحون هكذا.
أي يولدون مع تشوه فيزيولوجي في الدماغ، ولا يختارون أن يصبحوا ما هم عليه..
هم أصحاب هوية جنسية مختلفة.. والهوية الجنسية تعني الجنس الذي يُعرِّف المرء نفسه به، وقد تكون هناك أكثر من هوية واحدة.
أن يكون المرء متحوّلاً جنسياً ليس أمراً يختاره بنفسه، وإنما يولَد المرء هكذا.
ووجود شبكة اجتماعية مسانِدة أمر مهم جداً، ولاسيما في عمر الصبا، حينما يكون التشوّش في أوجِهِ لدى الليدي بوي.
فهل يكفي هذا لنكف عن تعيير شقيقته به لأن كل منا قد يولد في عائلته حالة أو أكثر.
وهنا أرغب بأن أفشي أسرارًا أن كثيرين من الرجال المتزوجين والذين أنجبوا أطفالاً حتى يعشقون المخنثين ويخرجون معهم سرًا وحين يطلون عبر الشاشات يدعون العفة وأعرفهم جميعهم.
هذا الفيديو نشره بسام لشقيقته أحلام الذي يكتب عنها أجمل العبارات ولا ينشر صوره على صفحاته
https://www.instagram.com/p/B1zdeYIANrh/
محمد البعيني – بيروت