الدراما التلفزيونية في العالم كله أصبحت من أكثر أشكال الفنون تأثيرًا فى الجماهير لأنها الأكثر حضورًا وتألقًا ولأنها تخاطب القلوب أو العقول أو الإثنين معًا.
لذا فإن أي دراما تلفزيونية كانت أو مسرحية أو سينمائية لا تتسم بهذه الصفة أي (مخاطبة القلوب أو العقول أو الاثنين معاً) تسقط لأنها تكون قد خسرت ميزتها وأهمية وجودها.
اقرأ: الدراما العربية تنهزم أمام التركية!
أي عمل درامي لا يتفاهم مع عقل المتلقي يسقط لأنه في حال فشل في مخاطبة عقله فعليه أن يدغدغ عواطفه فإن فشل في الحالتين وقع في غيبوبة وضاع بين أقدام المشاهدين.
ولأن النقد الدرامي شبه معدوم في المنطقة العربية حاله حال النقد الموسيقي فيتخبط المتلقي ويقرر بنفسه ما الجيد وما السيء وهذا ما يجعل الساحة في حالة من الهيجان.
اقرأ: الدراما التركية تنافس هوليود وتتصدر في 152 دولة
إذ ضاع المنتج الذي لا يوجهه عاقل، وضاع المخرج الذي لا يخاطبه فاهم، والأسوأ في ما يحدث للدراما العربية أن كاتب النص الخارق غير موجود لأن الكاتب يعاني من ألم سببه الإحساس بالإضطهاد والتعذيب والتقليل من شأنه وقيمته.
الكاتب عند العرب يعامل بقلة تقدير حيث يتقاضى أجورًا سخيفة نسبة لما تتقاضاه فخذ واحد لبطلة واحدة في العمل والتي تخرج لتتباهى بأنها نالت 400 ألف دولار لقاء مشاركتها في المسلسل الفلاني ليتأمل الكاتب نفسه شاعرًا بالحالة الوضيعة التي عامله بها المنتج فيكتئب ويكف عن الكتابة أو أنه يكتب من رأس حذائه كرد فعل على اغتصاب حقوقه.
اقرأ: الدراما السورية وأزمة صناعة النجم
ولذلك فإن الدراما العربية بخطر أمام المد التركي للدراما الغربية التي تترجم أو تُدبلج وتُقدم للمشاهد العربي الذي يرفعها إلى أعلى المراتب ويعشق أبطالها ولعل الأعمال التركية خير دليل وقبلها المكسيكية ولن نستغرب إن دُبلجت المسلسلات الأميركية وقريباً جداً.
اقرأ: أيرنة تركيا أتاتورك بعد الإعتداء على شراب التوت توقيف البراعم حمراء
سارة العسراوي – بيروت