عبر إحدى صفحات (السوشيال ميديا)، لفتتنا هذه الصورة تجمع الممثل السوري الكبير أيمن_زيدان مع الممثلتيْن السوريتيْن الجميلتيْن أمانة والي وسمر سامي.
اللقطة أدناه عمرها ما يفوق الـ ٣٤ عامًا.
لكنّها عفويّة شعرناها تخترق كلّ إطارات شاشاتنا الإلكترونيّة، وكأنّنا نتنفسُ جماليات عالمها، أو تغازل عالمنا الكئيب.
إقرأ: أيمن زيدان بريء من هذا التصريح!
شعور اعتيادي يرافقنا كلّما رأينا صورةً لأحد عمالقة الفن الشرقي، ومنهم دون تردد أو أي مواربة، الكبير أيمن الذي يغيب مذ سنوات عن شاشاتنا التي عشقته، منذ ما قررنا أن نستخدم أجهزة تحكمها، ونختاره دون سواه بين كلّ من أطلّ عبر ساحاتها.
هذا النجم العظيم بتكوينه، الأكثر حرفيّة، المجبول بالقدرات الخارقة، المتفرّد بموهبةٍ استثنائيّة، نشتاقه ونحن نعلم جيّدًا أنّه لم يقدّم بعد ثمنَ ما يخبئ لنا من إبداعات، وما يحتويه من أدوات إبهاريّة تتعلق بأدائه، الذي لطالما ارتفع بسقف التوقعات إلى ما يفوقُ السقوف كلها.
إقرأ: أيمن زيدان: ربما أكون حزينًا لكنني لست محبطًا!
نشتاقه وعيوننا تراقب بدونيّة من يدعي النجوميّة اليوم، وتهوى لحظة الرجوع إلى من أملأها شغفًا وحبًّا وسحرًا، وأشبعها فنًّا وإبداعًا وجمالًا.
حسرةٌ كبرى أن يغيب أيمن ويظهر من يريد تأسيس المشاريع الشخصيّة والتجاريّة، فيرضى القبول بأي أعمال، مهما هزلت بنيتها الدراميّة، فيصبح بين ليلة وضحاها النجم الذي يغزو الشاشات، فيحتل منابرها، علمًا أن عيوننا لا تراه حتّى عندما تتجه أرضًا، فكيف إن ارتفعت للسماء؟
ما عاد لأساتذة الفنّ مكانًا وسط ما يصيبنا بالخيبة، في وسطٍ أضاع بوصلته، فأصبح منتزهًا لكلّ من هوى تجارةً، بعدما كان متحفًا يُخلّد عطاءات وإنجازات كلّ من هوى فنًّا.
لكنّ أيمن الذي تنبض قلوبنا شوقًا نحوه، يكفيه التاريخ الذي يرفض أن يُكتب بيد الضعفاء، ولا يدوّنه إلا المنتصرون.
والتاريخ يكتبه كلّ فائز لم يصنع العقارات ولا المنازل الباذخة، بل بنى القيّم، وظلّ محافظًا عليها أمام مغريات هائلة، لا تساوي أتفه المبادئ لديه.
التاريخ يكتبه من منحَ الشاشات أعمالًا لا تموت بإزالة آخر إعلاناتها الترويجيّة، وظهورًا لا يقلّ بريقه بابتعاد صاحبه عن وسط الحضور.
لذا يبقى أيمن أستاذًا في التاريخ الفنيّ، واسمًا عابرًا للأزمنة، راسخًا في عقول الأجيال.
ولا نزال رغم كلّ هذا، نحتاجه ولو يومًا أن يطلّ بعملٍ جديد، لنستمد منه نفسًا عميقًا، يُعيد الآمال، ويفرح قلوبًا أرادت أن يبقى التاريخ حاضرًا، والماضي يومًا، يُعاد دون ضجرٍ.
عبدالله بعلبكي – بيروت