على مدار شهر، دعت النجمة اللبنانية أمل حجازي مع جمعية (بنين) لرئيسها السيدة محمد بيضون، لحملة إنسانية لمساعدة الصبية (قمر مواس) التي تحتاج إلى رزع كلية، بما أن في لبنان يُمنع مثل هذه العمليات، وتبلغ كلفة العملية في تركيا 140 ألف دولار، واستطاعت أمل ومحمد بيضون جمع أكثر من 100 ألف دولار.
وبما أن المبلغ المطلوب لم يكتمل، دعتنا الفنانة أمل حجازي للمشاركة في حملة جمع مبلغ لقمر من المارة في منطقة بشارة الخوري – بيروت، وصلنا إلى الساحة برفقة الزميلة نضال الأحمدية التي لم تتردد للحظة حين اتصلت بها أمل حجازي قبل ساعات قليلة من التحرك.
حين وصلنا كان رئيس جمعية (بنين) الأستاذ محمد بيضون، وأمل حجازي مع طفليها كريم ولورين، وعدد كبير من الشابات والشبان والأطفال من مختلف الأعمار، جاؤوا للمشاركة في إنقاذ قمر مواس من موت محتم في لبنان اللا إنسلنية ويعامل فيه الإنسان برتبة حيوان وأقل.
بدأت حملة جمع الأموال، بعد كلمة محمد بيضون الذي قال إنه لن يتوقف وجمعيته وأصحاب اليد البيضاء على جمع التبرعات ومساعدة كل عائلة محتاجة، وبأنه مسؤول عن 1800 عائلة شهرياً لهم مرتبات خاصة بالإضافة إلى العمليات المستعجلة.
الأشخاص المتواجدون، وُزّعوا على شوارع مختلفة في بشارة الخوري، وكان اللافت أن أمل حجازي والزميلة الأحمدية أوقفتا عدداً كبيراً من السيارات وتسوّلتا لخدمة إنسانية ولم تخجلا من تصرفاتهما، وتجولتا بين السيارات على الأوتوستراد وعرضتا أنفسهما لماخطر كبيرة لكنهما لم تكترثا وتسوّلتا لأجل قمر التي تعاني في مستشفى طرابلس ويجب أن يؤمن المبلغ لتستطيع السفر نهار السبت إلى تركيا وإجراء العملية بشكل سريع.
الناس في سياراتهم استغربوا حين شاهدوا أمل حجازي ونضال الأحمدية تتسولان، واعتقدوا أنهم أمام برنامج مقالب.
تفاجأ المارة حين قرأوا على الصناديق التي حملتها حجازي والأحمدية مع اسم الجمعية وكثيرون من المارة ضحكوا وإحداهن دفعت 300 دولار وكان المبلغ كل ما لديها في حقيبة يدها.
بعد ساعات من التسول، والإنتقال من شارع إلى آخر، وصلت النائبة عن منطقة بيروت رولا الطبش، وأشادت بدور محمد بيضون وكانت لها كلمة جميلة حول حقوق الإنسان في لبنان وسعيها كمشرعة لتشريع قانون يسمح بنقل الأعضاء وتعديل قانون 1983.
طلبت الزميلة الأحمدية من النائبة إقرار قانون أو المساهمة بتشريع قانون يسمح بعمليات الزرع ووهب الأعضاء في لبنان، وأن لا يكون وهب الأعضاب للفئة الأولى فقط أي مثلاً لا يمكنني وهب أعضائي إلا لعائلتي الصغيرة: أمي، أبي، أخي وأختي.
بعد الإنتهاء من حملة التبرع
ذهبنا إلى مركز الجمعية، وأطلعنا السيدة محمد بيضون على كل الأعمال الخيرية التي تقوم بها الجميعة والنشاطات الإنسانية، وحين سألته الزميلة الأحمدية إذا كان يخدم طائفة معينة قال بصوت عالٍ: جمعية (بنين) ليست ككل الجمعيات، شعارنا لا للطائفية لا للمناطقية لا للمحسوبية، نساعد كل الأديان دون أي استثناء.
تجولنا في أقسام الجمعية، وبدت منظمة كثيراً ومحترمة أكثر، ووصلنا إلى المكتب الذي يضع فيه الأموال التي تم الحصول عليها من التسوّل، وشعرنا بفرح كبير.
جميل أن نقدّم خدمة إنسانية لشخص لا نعرفه ونساهم ولو بجزء قليل جداً بإدخال الفرحة إلى قلب المريض.. وجمعية (بنين) رائدة في مجالها ولا تلاعب فيها، ونتمنى أن تكون كل الجمعيات في لبنان مثلها..