أهلًا (كارما)..
أهلًا للشخصيّة الأكثر تعقيدًا وتصديرًا للانفعالات المتناقضة..
أهلًا للبراعة والتفرّد والإبداع المتفاني والوهج المُستحق..
أمام حضرة ورد_الخال، أيّ أداء وأي تميّز وأي عظمة يا ست!
كما يقول المصريون عن المبدعات في ميادينهن، ويفاخرون بهنّ في كلّ الساحات.
الاسم حالة فريدة، التاريخ إشارة نجاح، الاختيار علامة ذكاء.
صفات شكّلت الشخصيّة الفنيّة للنجمة ورد الخال، تزداد وضوحًا مع مرور الزمن، ومع نجاح التجارب.
في هذا الموسم، اسمحوا لنا لبنانيًا، اقرأوا لنا عربيًا.
إقرأ: هل حصل سوء تفاهم بين ورد الخال ونادين نجيم؟
ورد العلامة الفارقة في دراما رمضان دون منازع.
الواثقة التي ترسم خطًا كبيرًا لها كلّ مرة، ولعلّ الخطوة هذه المرّة من أكثر خطواتها عبقريّةً، لتصعد على سلم الكبار بحرصٍ على الاستمراريّة والتقدّم، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التعالي والانغماس في أي حالة انعزالية، يتقمّصها كثيرون ما إن نجحوا، ليسقطوا سريعًا أمام أعين المشاهدين التي لا تنصف سوى من يستحق احترامها وتقديرها، سوى من يتواضع كلّما ارتفع نجمه في السماء فصار ثابتًا أكثر على أرضه.
(كارما) في للموت ٣، أمام بطلتيْن صنعتا نجاحًا كبيرًا لجزئيْن سابقيْن، تقف ورد لا أقل منهما أهمية ولا نجاحًا.
نشعره عملًا بطلته هي، نجمته الأولى تكون، وكأنه صُنع لها، وكأنه يخوض ولادته الأولى.
شخصيّة معقدة صعبة صنعتها تناقضاتها، لا ترسمها سوى مطلعة مثقّفة دراميًا، كرسامة حاذقة، من حبرٍ على ورق للحمٍ ودم ينبضان بمشاعر أخاذة تحيّر شرًا وخيرًا، على الواجهتيْن معًا تقف، مرّة في الخانة السيئة، وأخرى في الخانة المضطهدة.
تجعلنا ورد نتعاطف مع (كارما) التي تتغلغل جرمًا، لتظهر لنا جانبها الإنساني.
ما يكشف لنا ثقافة ورد الدراميّة، وكيف تقرأ الشخصية بعمقٍ، فتدرس ظروفها وكلّ ما مرت به من اختبارات حياتيّة، فتقدّمها كما تريدها الكاتبة نادين جابر، بل تضيف إليها نظرتها المحترفة بعد مسيرةٍ حافلة بعشرات الأعمال الناجحة.
أسقطتْ ورد (كارما) على نفسِها وكيانها ومشاعرها، فارتفعت كالماجدة على سلمِ الإبداع، لتنال تقديرَنا واحترامنا، ولهذا نختارها نجمةَ رمضان ٢٠٢٣.
عبدالله بعلبكي – بيروت