بينما يتظاهر الفقراء والمضطهدون ضد الطبقة السياسية الفاسدة، ويتحد اللبنانيون ويسقطون الطائفية بثورتهم، يلتهي بعض المذيعين والمذيعات بطرح تحليلاتهم (العبقرية) التي تشكك بهذا الحراك الشعبي، ويستغلون أصغر الثغرات ليشوهوا صورتها أمام العالم بأسره.
المذيعة لانا مدور التي تعمل في قناة الميادين، تكتب منذ أيام ضد الحراك وتتهم الناس إنهم يتلقون أوامرهم من حزب القوات اللبنانية الذي يديره سمير جعجع، وتشكك بعددهم في الساحات وتقول إن السفارات الأجنبية تمولهم لتتبنى كل ما تقوله السلطة تمامًا.
اليوم لم تحترم لانا زميلتها ديما صادق التي تتعرض لهجوم مبالغ بها بسبب مواقفها المؤيدة لهذه الانتفاضة، ويشتمها بعض المعقدين نفسيًا والمتخلفين تحت شعار (ديما الواطية).
نشرت صورة للائحة الترند وكتبت: (تريند لبنان اليوم، للمرة الاولى منذ ١٢ يوما لا يتضمن هاشتاغ لبنان ينتفض بينما يدخل هاشتاغ الثورة بدها وعي، ايها اللبنانيون، انتم تمسكون كرة النار بأيديكم، لا تفرطوا في وطنكم! المخطط المرسوم لنا خطير، سنجتازه معاً، بالحكمة والوحدة وبعدم الانجرار الى المخططات الخارجية).
شعار (ديما الواطية) ظهر في اللائحة وكان بإمكانها أن تقص الصورة وتركّز على المرتبة الأولى بما أنها تتحدث عن وعي الثورة، وتحترم زميلتها لكنها لم تأبه لذلك وكأنها تؤيد شتمها وإهانتها بهذا الشكل الرخيص!
أو أنها تفعل كما زميلها المراسل الذي يعمل في محطتها، والذي يقود الدراجات النارية مع أنصار أحزاب السلطة ويرهب المتظاهرين ويشتم ديما ليلًا نهارًا بلهجةٍ تفتقر إلى كل معايير الأخلاق والمهنية؟
أين الإعلامي الكبير غسان بن جدو الذي نعرفه قامةً كبيرةً لم نسمعه يومًا يهين زميلًا أو يحقّر كرامته مهما اختلف معه في السياسة، كيف يسكت عما يحدث داخل قناة تحمل اسمه؟!
عبدالله بعلبكي – بيروت