يؤكد علماء النفس والإجتماع أن مشكلة العصبية عند الأطفال تعود في المقام الأول لمتغيرات الحياة وما يتعرض له أفراد الأسرة من مشاكل مادية وخلافات أسرية دائمًا ما تحدث أمام الطفل وتؤثر فيه بصورة مباشرة.
أن أعراض العصبية تظهر عند الطفل منذ السنة الأولى، عندما يعي الطفل احتياجاته، إن الطفل يبدأ يترجم عصبيته في مظاهر سلوكية معينة مثلاً البكاء المستمر، وتكسير أشياء داخل المنزل، وقضم الأظافر وشد الشعر والملابس.
اقرأ: د. وليد ابودهن: حلق السرة هل هو خطير؟
يوجد نوعان من العصبية لدى الأطفال، النوع الأول الاستجابة لضغوط وظروف يعيش فيها الطفل، كالضغط عليه من أجل القيام بأمر ما، أما النوع الثاني فهو إصابة الطفل فعلاً بأحد الأمراض النفسية كنقص الانتباه وفرط الحركة، بالإضافة إلى نوبات الاندفاع وكذلك مرض القلق المزمن، ومن أعراضه التوتر الشديد والقلق والعناد وكثرة البكاء، وأيضًا أمراض اكتئاب الطفل، حيث إن الطفل المكتئب يعبر عن اكتئابه بالعصبية والصراخ والبكاء الشديد والقلق في أثناء النوم ومزاجه السيئ.
اقرأ: د.وليد ابودهن: مخاطر ومنافع التداوي بالأعشاب
من أسباب عصبية الأطفال هو وراثي من الآباء إلى الأبناء، فعصبية الأطفال ناتجة من الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل داخل الأسرة العصبية، فالطفل يتعلم العصبية عندما يرى الأم والأب، يتصرفان بعصبية، فالأم العصبية تخلق طفلاً عصبيًا.
أن السبب الرئيسي لوجود الطفل العصبي هو التنشئة الاجتماعية، والتدليل الزائد للطفل، ومشاهدة التليفزيون وأفلام الكرتون الأكشن التي تحتوي على مشاهد العنف بدرجة كبيرة، وأيضًا الاختلاط بالأطفال العصبيين، حيث من الممكن أن يكون الطفل طبيعيًا لكنه عندما يختلط بأطفال آخرين يتصف سلوكهم بالعدوانية ينتقل إليه هذا السلوك العدواني.
ان العوامل الوراثية لا تتدخل بدرجة كبيرة في عصبية الأطفال بل الأسرة والتنشئة الاجتماعية هما السبب الأساسي.
اقرأ: د. وليد ابودهن: تأخر المشي عند الأطفال أسبابه وحلوله
كيفية التغلب على هذه الظاهرة
علاج تلك المشكلة يجب التأكد أولا ان الطفل لا يعاني من أي أمراض عضوية أمام اذا كنت الحالة بسبب ضغوط نفسية على الطفل فيجب اتباع ذه النصائح:
عامله بلطف
العصبية هي طريقة تعبير الطفل عن غضبه تجاه والديه، لذلك كلما تعاملت معه بانفعال أو عصبية فأنه سيبالغ في رد فعله، لذا تعامل مع الطفل العصبي بهدوء ورفق وحاول تفهم أسبابه ودوافعه لتلك الحالة
احضن طفلك
غالبا يكون الانفعال نتيجة لعدم اشباع حاجات الطفل الفسيولوجية مثل الأحضان والقبلات وأن تخبره أنك تحبه وستعتنى به، لذا ترفق به وامنحه الألعاب التي يحبها.
لا تسرف في تدليله
أحد أسباب عصبية الطفل هي التدليل الزائد فهو يصبح أناني لا يحتمل رفض ولا يريد إلا تنفيذ طلباته هو فقط.
اقرأ: د. وليد ابودهن: آلام الظهر مؤشر على أمراض نسائية
تعامل بعدل
التفرقة في المعاملة بين الأخوة تخلق بينهم فجوة كبيرة وتجعل الطفل في حالة عداوة ورفض تام لأخية وأسرته.
اعطِ طفلك الحرية
يجب إعطاء الطفل شيئا من الحرية، وخاصة فيما يتعلق بشراء ألعابه أو ملابسه، وعدم التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الطفل؛ لأن هذا يخلق جوا من القلق والتوتر بين الطفل ووالديه.
اتبع الأسلوب العقلاني
يفضل استخدام أسلوب النقاش والحوار والإقناع مع الطفل العصبي بدلا من الصراخ في وجهه حيث إن ذلك لن يجدي معه نفعا.
امنحه مكافأة إذا تصرف بشكل جيد
إذا قام الطفل بسلوك إيجابي وجيد فيجب مكافأته وتشجيعه على الاستمرار فى ذلك الطريق.
الاشتراك في أنشطة جديدة
يجب أن تجعل الطفل يشترك في أنشطة تلفت انتباه، وعدم الافراط في الخوف على الأولاد، لمساعدتهم في الانخراط في المجتمع.
اقرأ: د. وليد ابودهن: الصداع الجنسي لماذا وكيف؟
مراقبة ما يشاهده الطفل
يجب مراقبة ما يشاهده الطفل في التلفاز، وعدم السماح له برؤية المشاهد التي تحتوي عنفا أو إثارة وخاصة أفلام الكارتون العنيفة Animation-WR)
على الاهل أن يتعاملوا مع الطفل العصبي بصدر واسع وبحنان ويستوعبوا أن للطفل قدرة معينة على الاستيعاب. ولابد من التعامل معه بهدوء للتقليل من حدة العصبية لديه؛ لأن العصبية تؤثر في قدرة الطفل على الاستيعاب والتفوق الدراسي.
أن المجتمع الآن لا يفرز إلا طفلاً عصبيًا، فقد زادت نسبة العصبية عند الأطفال في الوقت الحاضر على السنوات الماضية، بسبب، أن الطفل الآن أصبح يعيش في أسرة مغلقة وانفعالية وعصبية؛ في ظل مشاكلها الكثيرة، بالإضافة إلى عدم وجود مساحات كبيرة يتحرك فيها الطفل مثل الحديقة.
كما أن الطفل العصبي يؤثر في الأسرة والمجتمع كله. حيث يصبح فيما بعد عدوانيًا، وتزيد لديه دوافع الجريمة. فضلا على أنها تؤثر في تركيزه وقدراته على الاستيعاب والتفوق الدراسي.
اقرأ: د. وليد ابودهن: نصائح للحفاظ على ركبتين صحيتين
وينصح لعلاج الطفل العصبي أولاً بضرورة تعامل الأسرة معه بهدوء وأن تتجنب العصبية والجو المنفعل داخل المنزل. ولابد أيضًا من الاهتمام به وباحتياجاته وتفريغ طاقاته في ممارسة الرياضة؛ لكي يصبح طفلاً أكثر اتزانًا.
د.وليد ابودهن