يكون الطفل مصابًا بتأخر النطق إذا كان عمره يتراوح بين 18 و30 شهرًا، ويفهم اللغة جيدًا، وقد ظهرت لديه مهارات اللعب والمهارات الحركية ومهارات التفكير والمهارات الاجتماعية، ولكن لديه مفردات محدودة بالنسبة لعمره.
نحو 15-25٪ من الأطفال الصغار يكون لديهم شكل من أشكال اضطراب التواصل. ومن الملاحظ أن الأولاد يميلون إلى إظهار مهارات اللغة بشكل متأخر قليلًا عن البنات. لكن، بوجه عام، يمكن وصف الأطفال بأن لديهم تأخرًا في النطق إذا نطقوا أقل من عشر كلمات وهم في عمر 18-20 شهرًا، أو أقل من خمسين كلمة وهم في عمر 21-30 شهرًا.
اقرأ: د. وليد ابوهن: تجربة الاقتراب من الموت علميا.
تدل الدراسات أن الأطفال المصابين بتأخر النطق لديهم تاريخ عائلي في هذه المشكلة، ولا سيما بالنسبة للذكور، وأن وزن هؤلاء الأطفال عند الولادة كان أقل من 85٪ من الوزن الطبيعي، أو كانت أسابيع الحمل أقل من 37 أسبوعاً.
ويُعدّ مرض التّوحّد من الأمراض المنتشرة بين الأطفال، هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف الذاتويّ (Autism Spectrum Disorders – ASD)، يظهر في سن الرضاعة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات على الأغلب.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ظهور الدوالي ما السبب وما العوارض؟
لكن ماذا عن تأخر النطق وما الفرق بين التوحد وتأخر النطق؟
يتشابه كل من تأخر النطق والتوحد بشكل كبير، إذ يصاب الأطفال بأعراض متشابهة مما يصعب عملية تفريق وتشخيص كل من الحالتين، فما هو الفرق بين التوحد وتأخر النطق؟
فيما يأتي أهم النقاط فيما يتعلق بالفرق بين التوحد وتأخر النطق:
- المهارات المعرفية غير اللفظية
يمتلك الأطفال المصابين بتأخر النطق مهارات أعلى من المصابين بالتوحد من حيث مهاراتهم المعرفية غير اللفظية، واستخدام الإيماءات للتواصل، واستخدام اللعب التخيلي، والقدرة على الاستجابة للغة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: كيف تخفف ألم الذراع بعد لقاح كورونا. صور
- الحركات المتكررة
يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من حركات متكررة مثل رفرفة اليد أو القفز لأعلى وأسفل أو الجري بشكل متكرر، بينما الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق لا يظهرون مثل هذه الأعراض.
- مراكز اللغة في الدماغ
وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من التوحد وتأخر اللغة يظهرون نشاطًا دماغيًا ضعيفًا في مركزين لغويين في الدماغ، بينما الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق وحده لا يظهرون هذا التغير.
- الروتين والسلوكيات والأنشطة المتكررة
يلاحظ أن الأطفال الذين يعانون من التوحد يعانون من روتين معين في الأنشطة اليومية، كما أن اهتماماتهم قد تكون محصورة ومركزة في مجال معين، بينما الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق لا يظهرون مثل هذه الأعراض والسلوكيات.
- ضخامة الرأس (Macrocephaly)
يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد لديهم من ضخامة الرأس، بينما مرضى تأخر النطق لا يعانون من هذا الأمر.
اقرأ: د. وليد ابودهن: فوائد ماء البحر لصحة الأنسان
- اللغة التعبيرية
يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبات في التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال: نقص التواصل البصري، ونقص استخدام الإشارة، بينما تكون هذه الصوبات أقل تواجدًا عند الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق.
- المشكلات الجينية
ارتبطت مجموعة من التشوهات الكروموسومية بمرض التوحد، بينما لا توجد صلة وثيقة بين تشوهات الكروموسومات وتأخر النطق.
أهم النقاط المشتركة بين التوحد وتأخر النطق
على الرغم من الفرق بين التوحد وتأخر النطق، إلا أن هناك مجموعة من الخصائص المشتركة بين التوحد وتأخر النطق، ومنها ما يأتي:
اقرأ: د. وليد ابودهن: قضم الأظافر، عادة سيئة ام حالة عصبية؟
- سن ظهور الأعراض: يبدأ ظهور أعراض التوحد وتأخر النطق في السنة الثانية والثالثة تقريبًا.
- مشكلات النطق: يعاني كل من مرضى التوحد وتأخر النطق من التأخر في النطق.
- المهارات الاجتماعية: يعاني كل من مرضى التوحد وتأخر النطق من ضعف في التواصل الاجتماعي وتكوين العلاقات.
- عوامل الخطورة: يشترك كل من مرضى التوحد وتأخر النطق بمجموعة من عوامل الخطورة، أهمها: الجنس الذكري، والولادة المبكرة، والتاريخ العائلي بهذه الأمراض.
علاج التوحد وتأخر النطق
هناك طرق مختلفة لعلاج التوحد وتأخر النطق، إذ يتم التعامل مع مرض التوحد باستخدام العلاج السلوكي والمعرفي (Cognitive behavioral therapy) والدعم الأسري والمعنوي.
اقرأ: د. وليد ابودهن: النشوة الجلدية قشعريرة الموسيقى تضاهي بقوتها الرعشة الجنسية
أما بالنسبة لتأخر النطق فبعد التشخيص الأولي للمريض، يتم إجراء اختبار السمع للتأكد من أن فقدان السمع أو الصمم ليس سببًا أساسيًا لتأخر النطق، في حين أن تقويم النطق (Speech therapy) هو أكثر العلاجات شيوعًا لتأخر النطق، فقد يستفيد الأطفال من العلاجات المهنية والبدنية أيضًا.
د. وليد ابودهن