غباء كل هذا الضجيج، والصراخ، ضد ما يفسره اللبنانيون والعرب لعبارة تنمر، وهي ترجمة من الإنكليزية لكلمة Bullying المستوردة من الخارج.
Bullying تعني الوعيد، السخرية بغضب، التصرف العدواني مع الآخر بغضب، التمديد في الصوت عند التهديد أو الوعيد..
بينما في لبنان والعرب قلبوا المعنى، وهذا ما لا يتفق مع مصدرها – (الأمم المتحدة).
يهزأون في البرامج الأميركية والأوروبية من طول فلان، أو عرضه، ويسخرون من لون شعر الرئيس ترامب، ومن نفور بطن زوجته. وأهم البرامج العالمية تتضمن الهزء والتهكم وعلى كل شيء. وليس صحيحاً أن التهكم تنمرٌ، وإلا على الأمم المتحدة أن تمنع الكاريكاتور.
لكننا شعوب تبلع وتستفرغ أو تجتر، ولا تفكر، وعلى الجميع أن يفهم بأن الرأي والتهكم وعدم فهم الآخر أو عدم تقبلِهِ ليس تنمراً. بل مشكلة سيكوسوسيولوجية لها أسبابها وعلى الأهل إن كان الزعيم الطائفي لم يسرق دماغهم، عليهم أن يثقفوا أطفالهم ليقبلوا الآخر بعد أن يفهموه.
أما المصيبة التي عانت منها ديما وضايقتني حين وقفت وقالت: ظهري أعوج لأنني كنت أمشي منحنية بين رفاقي في المدرسة كي لا يسخروا من طولي!
ديما المختلفة حتى بشكلها تعاني الآن من قلة وعي أهلها الذين لم يلحظوا ما عانته ولم يعرضوها على معالج نفسي وليس الحق على مجتمع جاهل ولن يشفى من جهله طالما أن الدين قائده.
ولماذا يعترض نيشان وديما على أن ما كان يقوله رفاق ديما في المدرسة بأن شكلها غير مسلم، أو شكلها غير شيعي.
أليست هذه حقيقة؟
أما ديما التي كانت تخجل من دينها فهذا يعني أن المشكلة من البيت وتربية الأهل.
فأن يرى المجتمع المسيحي أن شكل ديما “مش شكل وحدي شيعية” فهذا ليس تنمراً، إنها الحقيقة قبل عشرين عاماً، بل لا يتخطى الوصف لأن ذلك كان يحدث قبل خروج مي حريري وهيفا وهبي إلى الأضواء وتغيير الصورة العامة للبنت الشيعية.
صورة المسلمة الشيعية قبل خروج المغنيات الشيعيات الجميلات كانت صورة البنت المحجبة. إذاً اين التنمر؟
اما ظهر ريما فليس بسبب التنمر بل بسبب وطن قذر كل من فيه ينكر الآخر ويذله، وكما المجتمع المسيحي الذي خجلت ديما أن تعترف أمامه بأنها مسلمة كذلك حال المسيحي الذي يتواجد في مجتمع مسلم لن يجرؤ على البوح بدين أهله الذي أجبروه عليه.. ظهر ديما مكسور وليس أعوجَ كما ظهر كل من لا يركع لشيخ أو خوري.
نضال الاحمدية – لوس أنجلس