حذر علماء، في مقال بمجلة “نيتشر” العلمية، من أن كوكب الأرض بات يتجه نحو كارثة مناخية تهدد الحضارة البشرية.
وذكر العلماء أن أكثر من نصف نقاط التحول التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات لا رجعة فيها أصبحت نشطة.
وتشمل نقاط التحول النشطة فقدان الجليد البحري في القطب الشمالي والصفائح الجليدية في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، وذوبان الجليد الدائم وتدمير الغابات الشمالية وغابات الأمازون المطيرة.
وتابعوا أن 9 نقاط تحول يمكن أن يكون لها تأثير تتابعي مثل الدومينو، وأوضحوا: “نخشى أن يصبح من المستحيل وقف هذا التتابع، ما يشكل سلسلة من شأنها أن تهدد وجود الحضارات الإنسانية”.
ودعا العلماء إلى تحرك عاجل من أجل اتخاذ إجراءات قوية للحد من الانبعاثات التي تتجاوز (اتفاق باريس).
قبل قرن من الزمن شهد العالم مجموعة من التغيرات المناخية الغريبة أو غير المعتادة أدت إلى الجفاف الأكثر تدميرًا خلال الـ 800 سنة الماضية.
الجفاف العظيم أنتج فشلاً في المحاصيل الزراعية في جميع أنحاء آسيا والبرازيل وإفريقيا وكان ذلك منذ العام 1875، ما نتج عنه مجاعة واسعة أدت إلى موت 50 مليون بني آدم.
في حال حدث ذلك الآن، أي في يومنا هذا، فستكون النتائج أسوأ بكثير وفقا للعلماء الباحثين.
لماذا نقول الآن.. لأنه وبالنظر إلى الاحترار العالمي الحالي في الأرض، تشير دراسة جديدة إلى أن موجات الجفاف المماثلة التي تسببها ظاهرة El Niño، أو غيرها من الظواهر الطبيعية، ستكون أكثر كارثية مما كانت عليه في الماضي، ما أدى إلى صدمة شديدة بالنسبة لنظام الأغذية العالمي.
المجاعة العالمية التي حدثت بسبب الجفاف العظيم بين عامي 1875 و1878، تعد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ.
وباستخدام بيانات حلقات الأشجار وسجلات الأمطار وإعادة نمذجة المناخ، تمكن باحثو جامعة ولاية واشنطن، من وصف الظروف التي أدت إلى ذلك. ووجد الفريق أن العديد من الأحداث الطبيعية كانت المسؤولة عن ذلك.
في عام 1875، فشل موسم الرياح الموسمية في الهند، وجلب الجفاف إلى المنطقة. ثم انتقلت موجات الجفاف إلى شرق آسيا في ربيع 1867، وكذلك معظم إفريقيا وشمال شرق البرازيل، وأجزاء من جنوب شرق آسيا وأستراليا. في ذلك الوقت، قام المستعمرون البريطانيون بتصدير الحبوب من الهند إلى بريطانيا، ما أدى إلى تفاقم المشكلة.
وقال دريبتي سينغ، أستاذ مساعد في كلية البيئة في جامعة ولاية نيويورك: إن الظروف المناخية التي تسببت بالجفاف العظيم والمجاعة العالمية نشأت من تقلبات طبيعية. ومن الممكن أن يؤدي تكرارها الآن، مع تزايد التأثيرات الهيدرولوجية بسبب الاحترار العالمي، إلى تقويض الأمن الغذائي العالمي مرة أخرى.
وفقا للدراسة، فإن الدمار الذي أعقب هذه الأحداث تسبب بآثار اجتماعية واقتصادية قد تستمر لأكثر من قرن قادم.
وأوضح سينغ قائلا: بمعنى حقيقي، ساهمت أحداث El Niño والمناخ بخلق التفاوتات العالمية التي يمكن وصفها بأنها (الأولى) من نوعها.
ويقول سينغ إن حدثًا مناخيًا عالميًا مماثلاً يمكن أن يحدث مرة أخرى، خاصة مع توقع أن يؤدي تغير المناخ وارتفاع مستوى الغازات الدفيئة، إلى زيادة حدة El Niño في المستقبل القريب.
العديد من العوامل الاجتماعية-السياسية المشاركة في المجاعة السابقة، لم تعد موجودة، يقول الباحث:
إن مثل هذه الأحداث المتطرفة لا تزال تؤدي إلى صدمات شديدة للنظام الغذائي العالمي مع انعدام الأمن الغذائي المحلي في البلدان الضعيفة أو الفقيرة.