يعاني السوريون من إحساس غير سوي تجاه اللبنانيين وكذلك يعاني اللبنانيون من الإحساس نفسه مع اختلاف الأمراض والعاهات.
ولا أعرف لم حتى الآن تحقد الشعوب التي تعيش في دول محاذية لبعضها. ولن أعطي أمثالاً كي لا أثير ردود فعل من الأغبياء الذين يتنطحون وينكرون الواقع فقط لأني لبنانية وأكتب.
السوري لا يحب اللبناني، وإن كان لا يعلن عن ذلك، لكن طريقة السخرية من لهجة اللبناني مثلاً، تعبر عن ميول كارهة بل حاقدة، هذا إذا ما أخضعنا هذه الظاهرة، لعلماء النفس، أو لدراسات شهيرة وعميقة عن (سيكولوجية الهفوات وزلات اللسان). والسوري يشعر بالدونية من اللبناني لأسباب كثيرة ومنها أن النظام اللبناني منح المواطن كل الخيارات في التعلم والسفر واختيار المهنة واللباس وما يتبع ذلك في نظام رإسمالي بينما سوريا تعاني من تطرف النظام الاشتراكي الذي يغلق الاسواق ويبني سواتر ضد التناغم مع الثقافات المتنوعة.
واللبناني لا يحب السوري، ويعامله بفوقية، أولاً نتيجة نظرته للسوري على أنه نسخة طبق الاصل عن العمال السوريين في لبنان، ومنذ عشرات السنوات، الذين يتقنون المهام اليدوية لا الفكرية أو الإبداعية، ما يجعل اللبناني يشعر بالتميز، ولا يمكنه أن يشعر بالتفوق، لأن السوري كادحٌ، ولا يخجل من العمل في أي مهنة، في بلده أو في لبنان، بينما اللبناني نفسه الذي يرفض العمل في مهنة متواضعة في لبنان، يسافر إلى الخارج (أوروبا أو أميركا) ويؤدي مهاماً أحقر لإحساس مرَضي بالفوقية.
والعلاقة بين المجتمعين السوري واللبناني، لم تصل إلى مرحلة التآخي بعد، الحقد الذي ولدّهُ الإحتلال السوري للبنان العام 1977 – 2005 تحت غطاء قانوني، من جامعة الدول العربية، فدخل الجيش السوري لبنان باسم (قوات الردع العربية)، وعبث بمؤسسات الدولة، وقاد الحكم من أعلاه إلى أخمص قدميه، وفتك بالشعب اللبناني كله، حتى المؤيدين منه للنظام السوري، لذا لا يريد الشعب اللبناني أن ينسى بأن السوري أذله وانتهك سيادته.
وتسأل رابعة الزيات عن اعتراض البعض على عملها في محطة سورية! وتكتب:
أستغرب استغراب البعض، من عملي في محطة خاصة سورية، وأقول للمستغربين “هل استغربتم عمل كثير من الزملاء والزميلات في الإعلام العربي (الخليجي والمصري ..الخ )؟
ونحن نقول لها في الجرس: العمل في المحطات المصرية يؤمن النجومية العربية للمذيع، وفي الخليج يؤمن مداخيل كبرى وانتشاراً خليجياً. إن كنت تحصلين على كل هذه الامتيازات فلا يحق لأحد أن يتحمس ويسألكِ.. لكن.. ماذا تحققين؟
مارون شاكر – بيروت