من علامات الآخرة: أصبح للسوري ناصيف زيتون جمهورًا يهاجم نجوى كرم وبأبشع الألفاظ، ويقلّل من شأنها، ويهين جنسيتها، التي تشرفهم، ويموتون لنيلها ولن ينالوا هذا الشرف العظيم.
شتموها لأنها خرجت تقول إنها لا تتابع ذلك الفنان العظيم الذي صنعناه في لبنان واسمه ناصيف زيتون!
لا أحد ينكر نجاحه الكبير بالسنوات الأخيرة، ولا صوته الجميل الذي كنا أول من أشدنا به، إلا أن الفنان السوري الذي تفوق على اللبنانيين حسب ما قال بعض المراهقين والجاحدين منذ يومين، لم يكن ليُشتهر لولا (ستار أكاديمي) اللبناني الذي أعدته اللبنانية رولا سعد، ولولا دعم اللبناني غسان الشرتوني الذي نفضه من رأسه حتى قدميه، ولولاهم لكان يغني اليوم بمطعمِ نجمةٍ واحدةٍ بإحدى محافظات سوريا!
الصحافة اللبنانية لطالما دعمت الفنانيين السوريين الذين أصبحوا نجومًا على أرضنا، ولم تفرق بينهم وبين اللبنانيين المتفوقين منذ بداية عصر فيروز، ووديع، والشحرورة صباح الذهبي على الكل حتى المصريين، لكن البعض يصر على رفض الواقع، لتتحول كراهيتهم للبنان لعقدةٍ لن تنتهي، ومرضٍ نفسي لا يشفيه أكبر الأطباء النفسيين السوريين.
قالت نجوى بآخر لقاءاتها: (لا أتابع ناصيف زيتون، وأصبح موجوداً بمجهود كبير من غسان الشرتوني، الذي يحتضنه جيداً ويديره فنياً بشكل صحيح)، ورأيها منطقي ولا يمكن لأي متابع أن ينفيه، في سوريا آلاف الأصوات التي تفوق صوت زيتون، ما جعل منه نجمًا غير هذا البلد العظيم الذي فتح أبوابه لمعظم ناكري الجميل؟
الحملات بدأت من صفحات الشاب السوري وبعض الصفحات السورية الحاقدة، وشتمت صوتًا لبنانيًا قدّم مسيرة مشرفة وأصبح رمزًا يمنع التطاول عليه، نقول هذا ونحن على خلاف مع نجوى التي لم تعجبنا تصرفاتها الأخيرة، وحكينا مطولًا بهذا الشأن.
إقرأ: نجوى كرم تساوي فاشينيستا وتهاجم نضال الأحمدية – 2 فيديو
طالب مراهقو (السوشل ميديا) نجوى التي بدأت تغني قبل ما يخلق فنانهم، بالإعتذار عن إهانته ووصفوه بالنجم العربي الأهم، واتهموها بالغيرة من نجاحاته، فيما تدنى بعضهم وشتم لبنان الذي يشرف رأسهم، ووضع تعقيبها العقلاني ضمن إطار حملة تحريضية نشنها ضد أي فنان سوري ناجح، وكتب جملًا سخيفةً ومريضةً لا يصدقها سوى المجانين.
يمكننا أن نتقبل ادعاءاتهم بتفوق الدراما السورية لأنها قدّمت أهم الانتاجات والممثلين منذ عقود، عن أي فن سوري يتحدثون، وأكبر نجم لديهم لم يكن ليصبح سلطانًا للطرب لولا تراب هذه الأرض، والوسوف نفسه يعترف؟!
إن أصابهم الزهايمر، نذكرهم بأسماء فنانينهم وفناناتهم المعروفين في الشرق العربي ولنرى إن شهرتهم سوريا، وليس للبنان فضلًا عليهم كما يزعمون:
جورج وسوف، لا يعترفون به لبنانيًا، لأنه لا يحكي لهجته السورية الأم حتى، ولا يغنيها، لأن لبنان احتضنه في قلبه وقلبِ كل لبناني.
ناصيف الذين انطلق من هنا ودعمناه واندمج مع نمط حياتنا، وأصبح يعرف كيف يرتدي ملابسه ويصفف شعره، حتى صار يتكلم باللهجة اللبنانية بمقابلاته! رويدا عطية التي انطلقت من لبنان ونجحت في ربوعِهِ، لم تنكر فضل هذا الوطن العظيم عليها، علي الديك الذي شهره برنامج لبناني (غنيلي تغنيلك) بعدما كانت شهرته في القرى السورية، ولا يعرفه سوى بعض سكان الأرياف، أما غيرهم فحتى السوريين لا يعرفونهم!
ناصيف لم يتدخل ويمنع جراذينه، من التطاول على قامة فنية لبنانية بحجم بنت الكرم، بل صمت مع راعيه اللبناني الشرتوني، الذي يبدو أن التجارة تشمل الوطن ورموز الوطن.
إقرأ: السوري يكره اللبناني واللبناني لا ينسى
عبدالله بعلبكي – بيروت