هذا العنوان أبقيه احتراماً للزميل المصري كريم عصام، وكنت نبهت الزملاء أن أي مقال رأي، عن أي راقصة، يجب أن أراه قبل النشر، فقط حين يتضمن نقداً قاسياً.. بعد أن قرأت ورأيت الصور وجعتني الكلمات والنقد اللاذع وتفسير الطبيبة النفسية أو المحللة النفسية التي اعتقدت أن لباس دينا يعبر عن معاناتها من مراهقة مؤخرة نسبة إلى عمرها الذي تخطى الأربعين.
ولأني أعرف دينا، فأعرف أنها لا تعاني من شيء سوى أنها لا تشعر بالعجز.. وما شاء الله لا تريد أن تحني ظهرها للعمر.. ثم أنها لا تزال شابة بل ها قد بدأت تستمتع بحياتها الآن بعد أن كبر ابنها وكبرت هي وبدأت تفهم الحياة فتغلبها بدل أن تنغلب تحتها.
وبالإذن من الزميل كريم عصام ومن المحللة النفسية علينا أن نفهم أن الراقصة أو أي فنانة ومن ضمنهم الكاتب لا يشعر بالعمر.
طالما أن جسده لا يخونه فلا يخون متعة الحياة بما يقدم..
ولدينا أقول: عليك أيتها الحبيبة التي لا أرى راقصة بجمالك ولا ممثلة بقوتك.. عليكِ أن تنتبهي بأن الزمان تغير.. ما عادت الأماكن مغلقة. وما تلبسينه في حفلة يصبح فوق صنوبر بيروت وعلى الطرقات..
الراقصة المصرية دينا، من أهم الراقصات بين القليلات الباقيات في مصر، إذا اعتبرنا أنه لا توجد راقصة في لبنان، أو أي بلد عربي آخر، وعليها أن تنتبه لبدلات الرقص التي تطل بها ونحن في زمن تكنولوجي ينقل المكان الخاص إلى العام. ودينا تعرض نفسها لحملات بشعة من المتخلفين الحاقدين.
اقرأ: دينا ببدلة رقص حمراء تعيدها إلى العشرينات – فيديو
دينا فنانة محترمة وصاحبة أخلاق عالية وربّت ابنها “بالشبر والندر” ولا تعاني من أي عطب نفسي، وعاشت عمرها يوماً بيوم وأحبت ولبست وطلقت وعادت وتزوجت وغيرت في موديلات بدلاتها وعاشت كل مراهقتها، ولم تعش حرماناً يعرضها للإصابة بسلوك غير سوي، كما تدعي الطبيبة الغبية.
هذه هي نفسها بدلة الرقص التي لبستها دينا في كل حفلاتها، وأقصد أنها لم تتعرَ من جديد وهذا ليس أسلوباً طارئاً عليها كي تتهم بالمراهقة المتأخرة.
علمياً ما هي مرحلة المراهقة المتأخرة التي نصيب الرجال والنساء معاً.
المرأة تمر بمرحلة المراهقة المتأخرة فتتجه إلى ارتداء ملابس الفتيات الصغيرات من حيث الموديلات والألوان الصاخبة والإكسسوارات المبهرجة والأحذية العالية وكل ما له علاقة بالمراهقات.
رحلة المراهقة المتأخرة للرجال والنساء تعني الحنين لزمن الشباب والمراهقة ومحاولة للتخلّص من مشاعر السلبية التي يفرضها عليهم تقدّم العمر والتي من أخطرها الشعور باليأس والإحباط والشعور بأنهم أصبحوا بلا جدوى في الحياة.
وكل هذا لا ينطبق على دينا.