كان ينقصنا أن تخرج فنانة سورية شرشوحة باعت وطنها وتبيع كل شيء بسبب صفقة أو مصلحة أو مبلغ صغير من المال يساوي رخصها، وتهاجم نجمة عظيمة كإليسا وتتهمها بالعنصرية وتعلّمها دروسًا في الوطنية لمجرد إنها قالت رأيها بصراحةٍ ولم تخف من ردود المتخلفين السوريين، وحكت بلسان اللبناني (المعتر) الذي خسر عمله ويخسر حياته ووطنه بسبب السوري الذي استولى على فرص العمل ويتعدى على القوانين، بينما يترك الفرص في سوريا شاغرةً.
في سوريا، آلاف المهن الحرة والمؤسسات الرسمية والخاصة تحتاج لعمال وتعلن ذلك بشكل يومي على المحطات وصفحات المواقع والجرائد، لكن السوري يفضّل أن يسرق عمل اللبناني، ويعيش في لبنان الذي يشتمه بضعهم، رغم انه جعل منهم اناسًا حرة وناضجة وحضارية وغيّر حياتهم التي نشأت ببيئة قمعية ومكبوتة ما ساهم بزيادة الأمراض النفسية عندهم.
السورية التي تشبه العنصريين السوريين وتتسلق على ظهورهم بأسؤا الوسائل، تحاول أن تستفيد من كراهيتهم وحقدهم على اللبناني المحسود والمسروق منهم، وتكسب شعبيةً في بلدها الذي ينبذها، وتستعيد القليل من محبة الناس الذين كرهوها بعدما باعتهم بأرخص الأثمان، وهاجمت نجومهم الكبار المحترمين وخوّنتهم وشتمتهم وهي الأبعد تمامًا عن الأخلاق والقيم والاحترام!
السورية التي تتسول الجنسيات العربية، وتتزلف لشعوبهم وتتغزل بهم وتلتصق بفنانيهم، خوفًا أن تلفظ آخر أنفاسها الفنية، باعت العائلة الوطنية الحاكمة التي حاربت أقذر مؤامرة شُنت عليها، وتنكرت لجميلها، وهاجمتها وزعمت إنها ترتكب جرائم انسانيةً وصارت أداةً بيد الغرب الذي شوّه اعلامها صورتها عند العربان، فيما الحقيقة تحكي إنها حاربت الارهاب الغوغائي وقضت على المتطرفين الذين كانوا يسعون لبيع النساء كسبايا بسوق النخاسة، ولإبادة الأقليات العلوية والمسحيية والدرزية، وارجاع سوريا إلى العصر الحجري.
بلا أصالة، تلك السورية تدعي إن فنانة أكبر منها مسيرةً واسمًا وفنًا حاربتها ولم تدعمها وغارت من نجاحها، فيما لم تمد يدها لفنانات لحقنها، وواحدة منهنّ حققت شهرةً واسعةً بعد مشاركتها ببرنامج للمواهب، وأبكتها وذلتها وجرحتها برحلة جمعت النجوم بينما غنت ورقصت وتزلفت وطبخت لنجمات عربيات أخريات، وقبل ذلك منعتها تغني بحلقة تكريمية لوردة الجزائرية، وحاربتها خلف الكواليس وأساءت لصورتها… هل نقول بعد؟
تلك السورية التي تصوّر أحذيتها وتساويها بأعلام الأوطان العربية العظيمة، لم تستقبل نازحًا سوريًا يومًا داخل منزلها في مصر، لم تؤمن وجبة عشاء لسوري جائع يسكن بالقرب منها، لم تتبرع لجمعية أو مؤسسة سورية تتكلف بمعالجة الجرحى أو المصابين بأمراض وأوبئة أنتجتها الحرب التي دعمتها من أجل شيك يُصرف بصالة قمار، لم تترحم على شهداء سقطوا بغارات اسرائيلية مستمرة على أرضٍ أصيلةٍ لا تشبه إلا اسمها، لم تفعل شيئًا لسوريا، سوى انها جيّشت الناس لتقتل بعضها وتسفك الدفاء، ومارست سياسة التشبيح والتخوين على أوسع نطاق.
السورية خانت زوجها الأول وفضحت خيانتها بلا خجل ولم تهتم لسمعة ابنتها، وتزوجت رجلًا متزوجًا وخربت بيته ولا تحب أولاده، وتحرّم على فنانة أخرى ما فعلته رغم إنها لم تكن متزوجة مثلها، وتتزلف لفنانة أخرى تسيء لمقدمة برامج وكاتبة خليجية، وكانت قالت عن نجمة لبنانية جريئة فضحت الفساد الذي يحدث داخل مطار بلدها إنها منافقة.
السورية تمنت أن تصفق لها الصفحات السورية الحقيرة والعنصرية التي تهاجم دائمًا النجوم اللبنانيون الذين يشرفون رأسها ورأس متابعيها، وتقف مع الشيطان ضدهم، إلا أنهم لم يهتموا لأمرها ولم يعلّقوا عما قالته… إذًا هذا ما وصلت له السورية أن يفضل شعبها الشيطان عليها!
إليسا قالت ما يقوله كل لبناني، أما تلك السورية فما عادت تقول ما يقوله كل سوري منذ زمن بعيد، بل ما يقوله المال والمصالح، وحقائق مريبة أخرى نكتبها لاحقًا…
عبدالله بعلبكي – بيروت